2016 - *RAMAD *RAMAD: 2016

الأحد، 17 يوليو 2016

عالم منسوج من صمت، كيف وَهبنا الأمل؟ (رواية، بارت1)





.
.



(رسمتي)


.
.



مقعد قاس، صالة انتظار مكتظة، وجوه جامدة بلا ملامح أو تعابير ...
الأيادي التي سأمت الانتظار تنهش شاشات الهواتف بتوتر..
في ركن قاعة الانتظار شخص مختلف، غارق في عالمه الخاص، امرأة تتشح بالسواد تهتز في مكانها ترقباً وحيرة، على صدرها يتكئ وجه ملائكي لطفل ما، يبدو غارقاً في احلامه اللذيذة، ترتسم على شفتيه الغضتين شبه ابتسامه... أجل تلك المرأة هي أنا وذلك الوجه الملائكي هو لطفلي "فارس" ... يا الله! شتان مابيني وبينه! كيف للأطفال ان لا يبالوا بما يحيط بهم من بؤس ويغرقون بهدوء في عالمهم الخاص؟ بعد قليل سينادى اسمه، سأضطر لدخول ذلك الباب الذي يطرقه الناس كل قليل ضاربين بعرض الحائط بتلك العبارة المكتوبة علية برجاءٍ سقيم "الرجاء عدم طرق الباب، يوجد مريض في الداخل"....
عندما أدخل ماذا قد يحدث؟ ربما سأعرف خبرا يبعث السكينة إلى قلبي المضطرب، وربما .. ربما خبر قد يبعثر عالمي لشظايا صغيرة..
أود أن أطمئن قلبي، أن أبعث رسائل إيجابية إلى روحي.. لكن لا! لست شجاعة بما فيه الكفاية لأتقبل مصيري!

أنا مجرد أنثى ضعيفة، خائفة ومرتعبة من المجهول الذي يتربصها بنية سوء...

.........


نقرة خفيفة على كتفي، نبرة حنونة وصلت إلى أذني: "مرايم لاتخافين، استغفري ربج دامنا منتظرين وخلج واثقه بربج ترا كل شي بيدينه"
ابتسمت له عيناي تلقائياً من خلف نقابي ثم همست:"موخايفة!"
لكن صوتي المتهدج، لمعان الدموع الزجاجي في عيني فضحا محاولتي الفاشلة في طمأنته..
رد علي بسخرية لطيفة لتغيير الجو:"موخايفة ها؟يرحم أمج لاتبجين وتفشلينا جدام الناس"
ضحكت بنشيج: "والله موبيدي"..
رمقني بعمق وعطف ثم تجاهلني وأخذ يداعب وجنتي فارس بحنو، فارس طفله الحبيب البكر...
نظرته تلك تعني ان هناك حديثا مطولاً عن الصبر وثبات المؤمن سيجري بعد عودتنا للمنزل، تنهدت بقوة فيما تبخترت أمامي الممرضة الفاتنة ذات الجنسية الهندية خارجة من غرفة العيادة، آمل فحسب ان يكون اسم فارس هو الذي ستناديه، "فاارس سالم ال..... " قالتها بلهجتها العربية المتكسره واخذت تبحث بعينيها عن المريض، وقفت بسرعه ضامة فارس بين يدي بقوة ويلحقني سالم .....


.
.
.
.


جدار بلون لبني صافي، لاشيء مميز به، إذا لم تنظر إليه عيناي وكأنه لوحة عظيمة ل"شاغال"؟
ملامحي مشدوهة! الصدمة اخرستني فماعاد بي صوت أو قوة، حتى أنني لازلت اجلس بعباءتي الآن!
عن يميني يتكيء سالم إلى ظهر الكرسي بإرهاق، ينظر إلي بطرف عينيه نظرات ترقب وقلق، يده تهز سرير فارس المتحرك كي يغفو، أظنه ينتظر انفجار الدموع الذي سيحدث ما إن أستوعب ماقالته الطبيبة اليوم..

لا أعلم مابي خارجي يبدو هادئ وفي داخلي تيارات من الارتباك والتيه، ما اخبروني به حطم عالمي المتكامل إلى شظايا صغيرة، صوت خافت بداخلي يتساءل "كيف لأحد أن يتقبل مثل هاته الأمور وهو يدمدم بعبارات الرضى والقناعة؟ كيف لي أن أفكر حول هذا الأمر بهدوء ومنطقية؟" يا الله! فارس طفلي!! أشهر طويلة ممتدة من العذاب الحلو كان خلالها يعيش في أحشائي، يسكن جوفي! كيف لي أن أتقبل بهدوء كون تلك القطعة مني، ذلك الجزء الحيوي من قلبي خلق أصماً؟ عاجزاً ناقصاً!!
يا الله كم أحب فارس، ولكن رغم محبتي المطلقة له، احيانا ظننت ان به شيء خاطيء؟ لطالما زجرني سالم بهدوء عن هذا التفكير البشع ! لكنني علمت، علمت جازمة ان فارس ينقصه شيء ما وإن كنت لم أدرك كنهه لحظتها، فقد كان يبدو دائماً حالماً، غارقاً في عالمه الخاص، لايلتفت لصوتٍ مطلقاً... رغم أني ظننته شيء أبسط من الصمم لكن ....... ها أنا قد تبينت صحة ظني ياسالم، من قال أن حدس الأم يخطئ؟
تذكرت قول الدكتورة بعطف :"آسفة، انتهى موعدنا اليوم سأمنحك بعض الوقت لتقبل الأمر لكن رجاء أود رؤيتكم الأسبوع القادم فهناك بعض الإجراءات التي أود اتخاذها لمصلحة فارس"
إجراءات؟ هه!! أي اجراءات ستغير مستقبل طفلي؟
كيف سيعيش فارس حياته؟ كيف سيلعب مع أصدقائه؟ هه إن حصل عليهم أصلاً!! من يرغب أن يلعب مع شخص لا يعبر عن نفسه؟ شخص يبدو وكأنه يلعب لعبة "ولا كلمة*" طوال الوقت؟ شخص يصيبك الإرهاق وأنت تحاول ملاحقة حركات يديه وقراءة تعابير وجهه ثم قد تفهم مايقصد أو لا؟ أنا خائفة أن يصبح طفلي عالة على مجتمعه لا يَفهم أو يُفهم!! يا الله! لم كان لزاماً أن تختار فارس لهكذا أمر؟ يا الله طفلي ضعيف ولا يقوى على ماحمّلته إياه...

"مريم.... مرااايم ردي!"
صوت اخترق عالمي، اهتززت إلى أخمص قدماي، نظرت بعيناي الجاحظتان إلى وجه سالم المنهك، ياترى متى أصبح جاثيا على ركبتيه أمامي؟ بل لكمٍ من الوقت أخذ ينظر إلى حزني وإنكاري المرتسمان على كل إنش من وجهي؟ عيناي الزائغتان إلتقتا بعينيه، ارتعشت .... كمية العطف المختبئة في عينيه هزتني، تشبثت عينيّ بعينيه "فا...رس... فارس.. أصم يا سالم" صوت ضعيف نطق بذلك..
هز رأسه بتعب إشارة نعم.. وفجأة دون سابق انذار انطلقت دموعي من محبسها مهددة بطوفان جارف ، بكيت .... بكيت كثيرا بنشيجٍ كنشيج حيوانٍ جريح، شهقاتي آلمته كثيراً بدا ذلك واضحاً في مقلتيه، لكن ذراعاه أحاطتني بدفء مهدئ.....

لا أعلم كم من الوقت مضى وأنا على هاته الحالة، كل ما أعرفه أنه مضى وقت طويل ودموعي لازالت لم تنضب، أيقظني من بؤسي نشيج سالم الخافت، انتفضت هلعه! وجهه كان قطعة من التعاسة فحسب! لا أجد وصفاً آخر ، كان يبدو وكأنه امتص حزني الدفين كله، سالم الرزين الهادئ، سالم الذي ينضح إيماناً وثقة بربه، كيف له أن يهتز هكذا... صاعقة ضربت عقلي، صوت هائل صرخ برأسي "هو إنسان أيضاً، فارس ابنه وأنت بردة فعلك ماتركت له من شيء يواري به حزنه!".
انتبه لتوقف بكائي، مسح عينيه بيده، ابتسم بحزن: "مرايم، هذي بتكون آخر مره نبجي فيها، زين؟ فطلعي كل اللي بخاطرج ماني قايل شي" هممت أن أستنكر، أقفل شفتاي بإصبعه بلطف: "خليني أخلص كلامي، فارس بيحتاج قوتنا، احنا أمه وأبوه لو شافنا ضعاف ومو متقبلين وضعه بيكره نفسه وعقبها بيكرهه الناس" اغمض عينيه بتعب واستنشق نفساً عميقاً: "مريوم، فارس بس مايسمع، الحمدلله يتحرك ويشوف وربي وهبه الجمال والقبول اللي يخلون الناس يحبونه، انه مايسمع مو نهاية العالم ترا وبعدين ماتدرين يمكن هالشي هديه من ربي وانه راح يفتحله آفاق جديدة" .. تنهد بعمق وكأن ماقاله تطلب كل هدوئه وقدرته على ضبط النفس..
أخذ نفساً عميقاً مجدداً وحاول أن ينظر إلى عينيّ يثبات بينما راح صوته يكرر في رتم أهدأ: "مرايم بقول هالكلام لج ولنفسي، هذي مونهاية الدنيا هذا ابتلاء ورحمة، انتي تعرفين ان الله إذا احب عبدا ابتلاه صح ؟ هززت راسي موافقة فنشيجي لم يهيئ لي فرصة للكلام، اصر قائلا: دامنا نعرف هالشي ليش بجينا وضيعنا أجر الصبر عند المصيبة الأولى؟، ازداد نحيبي شدة حتى اصبح صوته مؤلما لأذناي وطرأ لي فكرٌ سيء كيف له ان يتقبل بسهوله كون ابنه الوحيد اصماً! ابنه الذي بنى آمالا واحلاما عظيمة عليه! وكأن عيناي افصحت عن مافي داخلي فقد نظر لي بلوم قائلا برقة: "تدرين؟ افكارج سخيفه بس ماراح اواخذج عليها ادري فيج مو بحالتج العقليه السليمة الحين، تتوقعين ماني متأثر بالموضوع انا خايف خايف حييييل عليه ادري حياته بتكون صعبة وحياتنا بعد بس شنو اللي اقدر اسويه! دموعنا بتنفعه بشي؟ لا طبعا، مابيدي إلا إني أوكل امره لله تعالى وهذا اللي سويته وابيج تسوينه مثلي، شرايج؟" حادثني بلطف وكأنني طفل صغير، كان نشيجي قد هدأ، اخذت نفسا عميقا ورفعت نظري إليه قائلة بكآبة: "بحاول، ماوعدك لكن بحاول". نظر لي بحزم: "اتمنى فعلا إنج تحاولين ترا هذي البدايه يامريم إذا فقدتي اعصابج الحين شبيصير بعدين ! قدامنا مشوار طويل وعشان فارس وعشان نفسج بعد لازم تكونين قوية اوكي؟" ثم ختم جملته بحركة مرحة من يدية أبرز فيها عضلات ذراعه دلالة على القوة وشقت ابتسامة مرحة مزيفة وجنتيه باعثة بي بعض الأمل.

انهينا الموضوع عند هذه النقطة، فكلانا كان منهك بحيث لايستطيع التفكير بشكل عقلاني أكثر...
ذلك الوقت كانت قد غابت عنا أمور كثيرة، مثل كيف سنخبر أجداده الذين رسموا عليه أحلاماً كثيرة كونه أول حفيد في كلتا العائلتين، كيف سنتقبل خيبة أملهم؟ كيف سنؤهله ليحيا؟ كيف سنتفاهم معه؟ أين سيدرس؟ أهناك علاج يجعله يسمع أم لا؟ و و و .....إلخ!  كل هذه الأمور كانت ثقيلة على عقولنا المنهكة لحظتها بحيث لم نفكر بها حتى!



ثم مع موعد المستشفى التالي بدأت حينها ... وحينها فحسب رحلتنا التي تبدو طويلة مع المستشفيات.....



#يتبع في حينٍ آخر....

______________________
(ولا كلمة): لعبة تعتمد على الإشارات بحيث يقوم الطرف الأول بشرح كلمة عن طريق الإشارات دون صوت وعلى الطرف الآخر أن يستنتج ماهي.





بقلمي 
RAMAD*









اقرأ المزيد ... >>

الاثنين، 15 فبراير 2016

سؤال عن زراعة القوقعة







سؤال:
شكرا ع الافادة، عزيزتي ارغب في معرفه المراحل الاولى بعد تشغيل جهاز القوقعه المزروعه هل هناك انزعاج من الصوت وهل يسبب ذلك نفور او رفض خاصه عند الاطفال الصغار.. وبرأيك هل  يحتاج والدي الطفل زارع القوقعه للارشاد النفسي





جوابي:


في البداية اعيد وانوه أنا لست مختصة لذا اجاباتي من واقع قراءات وبحث ومعايشة المئات من امهات زارعي القوقعة او ضعفاء السمع، لذا قد تكون سليمة اوقد يراها احد المختصين اجابات خرقاء :)

أما عن المراحل الاولى بعد تشغيل الجهاز فهي حسب الطفل نفسه وحسب البرمجه وخطة الدكتور، بعض المبرمجين يحبون الابتداء بالاصوات الي لاتكاد تُسمع كنوع من تهيئة الطفل بحيث يتعرف على ماهية الصوت بشكل تدريجي دون ان يفاجئه التغيير مرة واحده من الصمت التام الى شيء يسمى الصوت، بعض المبرمجين يبدؤون باصوات مسموعه فتربك الطفل وقد يكره السماعه لفتره في البدايه لكنه سيتقبلها مع مرور الوقت، وهناك اطفال يتقبلون الاصوات وارتداء السماعه اسرع واسهل من غيرهم حيث يرفضها البعض فيضطر الاهالي بالاستعانه بخبراء تحسين السلوك او الاطباء النفسيين بعد فشل سبل الترغيب المتعارف عليها لكن هذا قد يكون نادر الحدوث حسب علمي



بالطبع يحتاج اهالي الزارعين للارشاد النفسي لان بعضهم يميل الى المغالاة بتدليل الطفل الزارع ومعاملته بتمييز كونه مختلف عن اخوته وبقية الاطفال، قد يكون هذا رد فعل عادي كون الاهالي يحاولون تعويض الطفل ليملؤون مايرونه نقصا فيه كونه مختلفا وهذا مايعطي ردة فعل عكسية على الطفل اذ يصبع مدللا وانانيا، كما أن بعض الاطفال يميلون الى المشاكسه والعدوانيه وقد تفشل معهم غالبية طرق التربية المعروفة من اسلوب المكافأة والترغيب الى اسلوب الضرب والترهيب فيستدعي الامر طلب المشورة من مختص. وهذا بالطبع ليس خاص بالزارعين فحسب انما بكل ذوي الاحتياجات الخاصه عموما



بخصوص الانزعاج او النفور من الصوت خلال الفترة الاولى من الزراعه فسأخبرك بتجربتي الخاصه والتي تطابقها تجارب زميلاتي من نفس الحاله، الصوت في البدايه سيكون الكترونيا وغير مقبول بعض الشيء لكن مع ارتداء الجهاز الخارجي "السماعه" يتحول الصوت ليصبح طبيعيا شيئا فشيء، بعد شهران ربما او اقل من لبس الجهاز يتحول الصوت الى صوت طبيعي تماما وتختفي النغمة الالكترونية به.




#RAMAD*

اقرأ المزيد ... >>

زراعة القوقعة وحكاية ..










الصمت يعم المكان ، قاعة رياضةٍ عملاقة،الطاولات مرتبة بشكل يبث الرعب والوحشة في قلبك ، كثرة المراقبات تقضي على اي محاولة للغش قبل ان تولد،وجوه صارمة تحدق بك حتى لتشعر وكأنك حشرة عالقة تحت المجهر !
وهناك بالضبط وراء طاولة زرقاء مغلفة بالابيض لحكمة يعلمها المراقبون انفسهم،كنت جالسة في قاعة الاختبار مستقيمة الظهر تعكس ملامح وجهي سمة التحدي بينما في حنايا اضلعي ينبض قلبي بخوف ووجل، الناظر إلي بمعطفي الرمادي الطويل، ظهري المستقيم ورأسي المرفوع عاليا يرمقني باعجاب ويظنني مملؤةً ثقةً،لكنهم لايعلمون كم أنا خائفة ويداي تمزقان منديلاً بتوتر في داخل جيبي !
كنت خائفة ليس من الاختبار بحد ذاته، لكن اخاف ان يكون هناك خطأ مطبعي في الاختبار وعندما تأتي المعلمة لتصحيحه اخشى انني لن اسمع ماتقوله، اخاف مجيء مشرفة اللجان لتطلب منا شيئا وانا ايضا لن اسمعه !
اخاف ايضا ان يوضحون نقطة مبهمة في الاختبار وانا ايضا بكل تأكيد لن اسمعهم !
كان اليوم هو الاختبار الاول لطلاب السنة النهائية وصدقوني الثانوية العامة في الكويت اسمها كفيل بجعل اجسادكم تقشعر رعبا !
سلموني ورقة الاختبار التي قام وزنها الثقيل  بجعل قلبي يتلوى بين اضلعي خوفا، كان غلاف الورقة غريبا جدا ولم اعرف ماذا اكتب عليه من معلومات بالضبط !  غلطة املائية واحدة وتدخل ورقتي إلى لجنة تصحيح خاصة،كنت اشعر وكأنني على حافة الهاوية اعتقد بأن من نظر إلي لحظتها لظن بأنني خرقاء ، فقد بدأت اتحرك بتوتر على مقعدي واتمتم بأدعية راجية من الله جعلي اسمع المراقبة حينما تخبرنا ماذا نكتب، كنت انظر الى الباب لا إلى ورقتي خوفا ان تجيء المراقبة وتذهب دون حتى ان اعرف !
بعد لحظات حانت اللحظة الحاسمة خطوات حازمة، حركة ثابتة، نظرات صارمة عرفت بثقة حينها انها المراقبة، وجهت حواسي كلها ناحيتها حتى ان المعلمة التي تقف فوق راسي رمقتني باستغراب شديد فقد بدوت وكانني سأقع على وجهي من الحماس، بدأت تتكلم المراقبة وامتلأت انا رعبا شديدا فنبرت صوتها كانت غريبه مما يعني انني لن استطيع ان افهم حرفا مما تقول !
الصدمة جعلت اطرافي ترتعش توقعت ان يكون صوتها خافتا، كنت سأطلب منها ان ترفعه، لكن كوني لا استطيع تمييز مخارج حروفها جعلني ابدو للناظر وكأنني كما يقولون قطة على صفيح ساخن ! متوترة مرتعبة خائفة رفعت يدي وقلت: لو سمحتِ هل بإمكانك الاقتراب قليلا وإعادة ماقلته للطالبات توا ؟ فأنا لدي مشاكل سمعية!
انتظرت ردة فعلها آملة ان تكون إيجابيه، رمقتني بنظرة مرتابة وزفرت بعمق ثم تقدمت خطوتين واعادت ماقالته كانت لاتزال بعيدة عني وصوتها بعيدا ونبرته غريبه، امتلأت عيناي دموعا وبدت اعصابي على شفير الانهيار !
صرخت بصوت اعلى حينها: لو سمحتِ اقتربي اكثر او اريني النموذج الذي بين يديك كي اعرف ماذا اكتب فأنا لا اسمع جيدا وصوتك بعيدا جدا ! كنت حانقة وخائفة واتحدث بسرعة شديدة جدا لكن صوتي وياللغرابة كان حازما للغاية، عم القاعة الهدوء الشديد وانظار الجميع محدقة إلي ! حينها ظهرت قوتي الخفيه مددت ظهري اكثر ورفعت رأسي متحديه ورمقتهم بنظرات ثابته وابتسامة واسعه فعلى كلٍ هذا مايحدث أحياناً وسيستمر لبقية الحياة ربما فلم علي أن اخجل ؟
اقتربت المراقبة مني وتحدثت بشكل اهدأ نقلت معلومات غلاف الورقه وحينها فقط شعرت بالسكينة تجتاحني، شكرت الله ومضيت احل الاختبار، بعدما خرجت من القاعة اصبحت تمر بي مجموعات من الفتيات ويتحدثن معي في نظراتهن شيء مختلف وانا اعرفه اينما رأيته كان اعجابا بموقفي، اعجابا بأنني لم اصمت لم ابكي خجلا او انزوي عن الجميع شاعرة بالمذله ! كان الموقف كبيرا على من اجتازه حيث انني اعلنت امام مايقارب مئة شخص وأكثر يعرفونني انني لا أسمع ، هكذا دون تبريرات وفجأة انا لا أسمع ! لكنني حمدت الله عليه فقد جدد ثقتي بنفسي وثقتي بالعالم ، شعرت انني قوية وبإمكاني أن اجتاز المصاعب، لكن ذلك الخوف لازال يزورني كلما وجدت نفسي في موقف يتطلب مني ان اسمع جيدآ كي لا اخطئ وليس بيدي حيلة ربما هو خوف طبيعي، كما خوفي من ان تعطب سماعتي في وسط يوم مدرسي، او وقت الاختبارات فذاك كفيل بجعلي ابكي واتمنى مالم اتمناه منذ مدة، ان اعود فاسمع دون جهاز !
اعلم يقينا بأن كل زارع قوقعة وضعيف سمع وقع مثلي في موقف محرج او خاف وارتعب من ان يقع في موقف محرج، لكنها حياتنا والخوف شيء لانستطيع السيطرة عليه احيانا لكن فلنحاول مجابهته بقوة كي لا يسيطر علينا ويحبسنا ضعفاء جبناء في صومعته!.




#RAMAD*

"القصة قديمة كتبتها قبل بضع سنوات"


اقرأ المزيد ... >>

الخميس، 11 فبراير 2016

سماعة طفلي، كيف أخفيها؟








أيتها الأم اللطيفه حينما تكونين خارجآ في احد قاعات الانتظار مثلآ أو تتسوقين وطفلك الذي يرتدي السماعة يمشي خجولا مطأطئ الرأس إلى جانبك وحينما تنتبهين الى كون الجميع يحدق إلى سماعته أحدهم بنظرة شفقه والآخر بنظرة قرف والآخر ينظر له وكأنه قادم من كوكب زحل ! تعطينهم نظرة خجل أو نظرة غضب ! ثم تقومين بتغطية سماعة طفلك بقبعته او شعره ، وعندما ينتهي مشوارك تتحدثين لزوجك او شقيقتك او ابناءك الآخرين عن كم هذا العالم ظالم ! وتقصين عليهم ماحدث على مسمع من طفلك ! خذيها مني وإن كانت مؤلمة أنت حينها قضيت على القلة الباقية من ثقة طفلك بنفسه ، حينما خبأتي سماعته أرسلتِ له رسالة غير ملفوظه بأن سماعته عارآ يجب أن يخبأ ! حينما اعطيت الآخرين نظرة خجل أو غضب أرسلت له رسالة بأن نظراتهم تؤثر به تقتلنه، وأن آراءهم مهمة جدا جدا ! وكأن رأيهم مايصنع منه شخصآ ، إنسانآ ! ،، حينما شكوت لعائلتك ماحدث أرسلت له رسالة بأنه مصدر ألم وخجل لك ! وإن كان بشكل غير مباشر، ارسلت له رسالة بأنه عليه ان يخجل من كونه خلق أصما ! ارسلت له رسالة بأنه دون الآخرين أبدا !

لنكن صريحين أنت قصدت حمايته لا إيذاءه ، الإيذاء حدث دون تعمد أو قصد ، لكنك كنت السبب ،
دعينا نعد صياغة الموقف بشكل آخر ،

كنت في قاعة الانتظار وكانت امرأة دون اخلاق تحدق بطفلك دون توقف ، نظرتِ إليها بتحدي لامبالي ، وتجاهلتها تماما أو جعلتِ حسن اخلاقك يغلب سوء أخلاقها ووجهتي لها ابتسامة لعوبة وغمزة وجعلتيها تشعر انها قد اصطيدت "ردة الفعل هنا دوما تعجبني"، حينها ارسلت لطفلك رسالة بأن آراء الناس لاتهم ، حينما ترينه يخفي سماعته بارتداء قبعه او يغطيها بشعره مثلا ، واجهيه بهدوء في مكان خال إلا منكما فقط، لم فعلت ذلك ؟ ، اشرحي له باسلوب مبسط كيف ان سماعته باعثة للفخر لا الخجل ، اخبريه عن العباقرة والعظماء الصم والمقعدين والمقطعة اطرافهم ، حدثيه كيف تفخرين بأن وهبك الله طفلا مميز ، ليس ككل الاطفال العاديين، كم واحد في العالم يرتدي مثل سماعته المميزة ! القليل جدآ ، اقنعيه بذلك وبأن الناس يحدقون بكل ماهو مميز ، لذلك هم يحدقون بسماعته ، اخبريه بأن هناك اشخاص سيستهزؤن بسماعته لانهم يغارون منه فهم ليس لديهم سماعة للاسف ، علميه كيف يعطف عليهم ويسامحهم فهو المميز لاهم ! لابأس بتحوير الحقائق قليلا لمصلحته ، لكن أولا ابدئي بنفسك أيتها الأم فنفسيتك تنعكس عليه سريعا وان كان داخليا على الاقل لكنها تنعكس عليه وان كان ذلك دون سيطرة منك او رغبة ،،
سيطري على خوفك الدائم عليه ، عامليه كإخوته لاتكسري جانب له بشكل دائم ، لأنك لو فعلت فسيكون حينها اتكاليا بشكل فظيع، قدري حاجاته لكن لاتقومين بحمايته دائما لأنك لو فعلت ذلك فصدقيني حينها سيكون لديك طفلا خجول فاشل اجتماعيآ، متحفظ ومنعزل ، بحاجة لمن يأخذ بيديه بشكل دائم ، حتى عندما يصبح رجلا لن يتحمل مسؤولية نفسه ، ستكون نظرته لنفسه دونية للأبد ، ويرى بأن الآخرين كلهم كلهم أعظم منه ! وهذا للأسف شيء بائس كان بالامكان تجاهله .



#RAMAD*


اقرأ المزيد ... >>

الاثنين، 8 فبراير 2016

زرعت قوقعة لطفلي، ثمّ ماذا؟




هنا حكاية لاحدهم ~

"أمير" الذي كان بالفعل أميراً لطيفاً صغير ~
كان جميلاً ككل طفل، بخصلاته السوداء المجعدة، وخديه الممتلئان، عيناه الواسعتان تأسرانك بجمالهما، ولكم كانت والدته شاكرةً لكونه هادئاً مختلفاً عن اخوته، كلما نام لم تكن مضطرةً لشن حرب هوجاء على اشقائه كي لايزعجوه فيستيقظ، لانه مهما كان، لايستقيظ إلا إن هزه او لمسه أحدهم، لذا كانت تطمئن ماداموا لا يقتربون من مهده.
في عمر الأحد عشر شهراً حدث شيئٌ غريب، كانت امه جالسةً تداعبه وتناغيه، فجأه اصدم احد اشقائه بباب الغرفة المتداعي اصلاً، ليسقط الباب بجانبهم تماماً وبصوتٍ فظيع مدوي، افزع الصوت امه فقفزت مجفله ! نظرت إلى "أمير" بهلع لتتأكد أن الباب لم يصبه، المنظر كان غريباً جداً الباب إلى جانبه تماماً لكن... لكنه كان ينظر اليها بعينيه الواسعتان بنظرة جامدة! جامدة بشكل مفزع، اشقاءه يبكون، والده اتى من المجلس الخارجي يبحث عن سبب الضجه المدويه، اما والدته فكانت مجمدةً في مكانها تنظر إليه، اوصالها ارتعشت وراودها يقين وليد إدراك مفاجئ "ابني غير طبيعي!"
وهنا.... بدأت رحلة مختلفة في حياة أمير.

في عمر السنتان وبعد تشخيصه بالصمم الشديد تم التأكد من عدم استفادته من السماعات العادية لذا خضع أمير لعمليةٍ ستغير من حياته بشكل جذري كما قيل لوالديه، إنها عملية زراعة القوقعة بالطبع.

.
.
.

أمير في الثالثة عشر من عمره، صبي نحيل طويل جداً، اصبح مختلف، وحدهما عيناه وشعره الاجعد بقيا كما كانا، هنا فوق الرصيف كان يقف متكئا يسند ظهره على باب منزله كلما مر به احد يعرفه اشر بيديه أن سلام عليك، هاهو أبيه قادم أشر له بيديه شيئاً
: "صليت بالمسجد؟"
ليحرك أمير أنامله الرقيقه ويشير
: "ايوه، تو رديت"
،
،
لم كان لزاماً على أمير ان يتحدث بلغة الإشاره؟
لم كان عليه أن يدرس في مدرسة خاصة بالصم ؟!
لم كان يكره سماعته؟
لِمَ لَمْ تنجح زراعة القوقعه في جعله شخصاً طبيعياً يسمع ويتحدث؟



.
.
.
.
.



إن خطئيين رئيسيين قد يكونا سببا في حالة أمير، إما الجهل أو الاهمال أو وهو الغالب كليهما، المفهوم المغلوط الذي يقول "ازرع قوقعه لتسمع" مفهوم صحيح تماماً لكنه مقنن، وان لم تخضع لقوانينه ونقاطه وشروطه فأنت ستزرع قوقعة لكنك لن "تسمع"، ولن "تتحدث" !

سأخبركم بأهم النقاط هنا:
،
1/ المداومه على ارتداء السماعه ليتعود الطفل على الاصوات، لأنه كلما اعتاد عليها كلما توضحت له أكثر فأكثر.
،
2/ البرمجه يجب ان تكون ممتازه وهذه نقطة مهمة،
،
 "قد يكره الطفل ارتداء سماعته وينزعج منها وهذا قد يكون مؤشراً على أن الأصوات تصله بشكل مرتفع ومزعج أي أن برمجته غير مناسبة له، أو أن الطفل لايقوم بنطق احرف معينه فهذا غالباً لأنه لايسمعها بسبب خلل في برمجة السماعه يلغي سماع هذه الأحرف بالذات، أو أن يكون صوت الطفل عالياً يزعج من حوله وهذا دليل على أن في برمجته خلل يمنعه من سماع صوته"
وعلى فكره جميع هذه المشاكل حدثت معي إلى أن استقريت مؤخراً على برمجة تناسبني بحيث اسمع صوتي وتكون الاصوات المحيطة بي مرتفعة بدرجة مناسبه.
وهذا مايوضح لكم الاهمية القصوى للبرمجه وكيف أنه عليكم البحث عن مبرمج قوقعة ثقة.
،
،
3/ التأهيل ثم التأهيل ثم التأهيل، لأنه والبرمجة يكملان بعضهما البعض، زارع القوقعة يكون كالطفل الوليد يبذل جهده ليسمع لكنه ليس لديه حصيلة لغوية، وهنا يأتي دور التأهيل في اكتسابه الحصيلة اللغوية وتعليمه الكلام، وأيضا لو عدنا لأول نقطة كتبتها "الاعتياد"، هذا مايحدث أثناء التأهيل ايضاً، سأذكر لكم مثال لتصل فكرتي بشكل أفضل:
"في بدايات زراعتي كانت لدي مشكله مع هذه الحروف /س،ز،ف،ث/ انطقها لكنني اسمعها صوتاً واحداً دون اختلاف، كانت الاخصائية قد لاحظت مشكلتي معهم لذا في كل جلسه كانت تركز عليهم أكثر من بقية الاحرف، تعطيني كلمات متشابهة الاحرف مثل /فار، ثار/ وهكذا تكرر هي واكرر خلفها تصحح لي وتعيد، تلحظ مللي، تغير الدرس للاحرف سين، زا، فاء، ثاء تستمر بالإعادة و استمر أنا بالإشارة لها على صورة الحرف المناسب، تعد اخطائي وتحسب لي نسبتهم في هذه الجلسه، الموعد الذي يليه نبدأ بالاحرف، ثم ننتقل للكلمات، تحسب نسبة اخطائي وتعطيني المطلوب مني ان اتدرب عليه حتى الجلسة القادمه وهكذا إلى نهاية فترة التأهيل"
ومع الاعتياد على سماع الاحرف كانت النتيجه؟ التمييز بينها بالطبع! لأنني اعتدت على سماعها بشكلها الجديد علي وقام عقلي بتخزين صوت كلٍ منها تحت اسمه.
،
،
،
4/ لاتجعل طفلك يتحدث الإشارة بعد زراعته، امنعه، لإنه ان كان يتقن الاشارة مسبقاً سيستسهلها اثناء تواصله مع الاخرين عن أن يتعلم الحديث وهذا سيء له، الإشارة لغة جذابة لكنه يجب عليه أن يتحدث بشكل طبيعي، أولم يزرع القوقعة لأجل هذا؟
،
،
وهكذا تعلمون أن "أمير" لم يخضع لهذه القوانين ونتيجة ذلك الاهمال أن بقي كما لو أنه لم يزرع شيئاً !
بالمناسبة أمير ليس حقيقياً، لكنه وليد مجموعة من قصص متشابهه عن اطفال صغار يماثلونه، زرعوا قوقعة ولم تتغير حياتهم قيد أنمله، وكان هذا خطأ من؟
خطأ اطبائه الذين لم يوضحوا جيداً فكرة العملية ومايليها لوالديه!
خطأ عائلته التي اخضعته لهذه العملية دون بحث جوانبها ثم اهملته!
الخطأ مشترك والضحية واحده !!
لذا ارجوكم تجنبوا هذه الاخطاء لتمنحوا اطفالكم كل ماتهبهم القوقعة من صوت.



 #RAMAD*








اقرأ المزيد ... >>

كيف تتعامل مع طفلك المختلف؟








كيف تتعامل مع طفلك المختلف؟

هذا سؤال صعب، واجابته اكثر صعوبة منه، فالاطفال مهما تشابهت اشكالهم شخصياتهم مختلفة عن بعض، لكنني سأتكلم هنا عن المعاملات التي أراها تسيء لأطفالكم المميزين، والمعاملات التي شعرت بأنها آذتني/من دون قصد/وإن كنت تجاوزت اثارها ولله الحمد وسأذكر نتيجتها المتوقعه "حسب تجربتي الخاصة وحسب ابحاثي في هذا المجال"
،
سأكرر السؤال:
كيف تتعامل مع طفلك المختلف؟
سأفسر اكثر، اقرأ ماتحت، اجب عن الاسئلة وضع نفسك في هاته المواقف:

1/ هل أنت تمنحه اليد العليا على أشقائه الطبيعيين؟
2/ هل تعطيه مايريد فور طلبه اشفاقاً عليه؟ ويحدثك قلبك "كما تعلم هو اصم فل تمنحه مايريد تخفيفاً عنه فلايجوز ان تكون انت والعالم ضده" !
3/ يطلبك شيئاً فيصرخ عقلك السليم:"لا"، يبكي طفلك: "أريد" ويستمر بالبكاء فتستثار عاطفتك وتتراجع عن/لائك/ ! وتمنحه ما أراد ؟
4/ فلنقل لديك طفلتان "حنان" و "إيمان" /إيمان مصابة بضعف السمع/ ، حنان تملك كراسة تلوين تحبها وتستمتع بها، تمزق ايمان كراستها "المشابهه تماماً لكراسة حنان" ثم تُصَرّح أنها ترغب بكراسة حنان، ماذا تفعل أنت؟ تأخذ الكراسة وتعطيها إياها رغم تعلق حنان بكراستها؟ تعقد صفقه مع حنان بشراء كراسة جديدة لها إن اعطتها لإيمان؟ ام توضح لإيمان سوء سلوكها وتخبرها أنها معاقبة "بعدم امتلاك كراسة تلوين" حتى تحسن التصرف؟
5/ طفلك "المصاب بضعف السمع" يبكي بشهيق ويسألك: "ليش أنا الوحيد اللي مايسمع" ! ، "ليش ألبس أنا بروحي ألبس سماعة" ! ، "ليه إذا رميت سماعتي ماسمع، أظل طول عمري اصمخ يعني مثل مايسموني ربعي" ! ، واثناء نشيجه المدمي وشهقاته المتتاليه ماذا تكون ردت فعلك؟ هل أنت تحتويه وتبكي معه دون أن تتمالك لنفسك؟ هل تبتلع حطامك وتحبس دموعك في مقلتيك وتخبره أي أجرٍ عظيم له مقابل ابتلائه هذا وتتلو على مسامعه امثلة من العظماء المختلفين؟ هل تخبره أنه مميز وأنه مختلف وأنه خلق هكذا ليصنع اسطورته الشخصية المختلفه؟ هل تخبره أنه خلق هكذا ليكون بطلاً، قدوةً لسواه بتفاؤله وامله واصراره وعزيمته؟

6/ تجلس بهدوء أنت وطفلك "المصاب بضعف السمع"  ، فيسأله احدهم:"شلونك؟" طفلك ينظر إليك بهلع! يحتاج إنقاذاً فهو لم يسمع ماقيل له جيداً، ماذا تفعل؟ تكرر له السؤال وتطلب منه الإجابة بنفسه؟ تجيب عوضاً عنه وانت تحاول "الترقيع" عن عدم إجابته بنفسه؟ تدفعه إلى الطلب بنفسه من هذا الشخص أن يكرر ماقاله مع ذكر تبرير بسيط عن عدم سماعه "لأنني اعاني من مشاكل سمعيه" ؟

7/ تقف أنت وطفلك "ضعيف السمع" أمام المقهى، يتقدم طفلك بتردد يود أن يقدم الطلب بنفسه، ويمنحك نظرة متوتره، ماذا تفعل؟ تعيده مستعجلاً خائفاً أن لايسمع مايقوله له العامل جيداً وتقول له: "هات طلبك بابا أنا بجيبه" ؟
تمنحه نظرة مشجعه وتمليه طلبك ليأتي لك به أيضاً؟

،
المواقف كثيرة ومتعددةً لو ذكرتها لما انتهيت، وأخشى أن أقول بأن سلوك طفلك متأثراً بسلوكك وردات فعلك، فأنت تصنع شخصه كما تعلم.
إن أنت عاملته بتمييز عن اشقائه واعطيته كل مايريد، وسمحت لبكائه أن يغير رفضك لموافقة، أخاف أن تكون صنعت طاغيةً أنانياً متواكلاً لا طفلاً! ولشد ما ستتعب منه عند كبره وتكون محاولات استصلاحه متعثرة متأخره فمن شب على شيء شاب عليه "وإن كانت هذه كمثل جميع القواعد لها شواذ"،
عندما تقول لا، اجعلها لاءً تامةً تامة، لا تسمح لبكاء وتحبب أن يجعلك تتراجع عنها حتى يفهم طفلك معنى "لا" ويقيم لكلمتك وزناً ومقداراً، وإلا "وأنا أحذرك هنا" فإن كلمتك لن تكون ذات أثر على سلوكه وحين تتذمر لم لايستمع طفلك إليك ! تذكر ماقلته لك ولا تلومن إلا نفسك.
،
حين يبكي طفلك نفسه تمالك نفسك، احتويه، استمع لمخاوفه ثم اخبره بهدوء وبأسلوب محبب، كيف أن الله اختاره مميزاً ليمنحه أجراً عظيماً، كيف أنه يجب أن يكون بطلاً متفائلاً ويصنع لحياته معنى وهدف وإن كان هذا صعباً، ألا يحب أن يقتدي به الآخرون ويستمدون منه الأمل؟ ألا يفضل أن يكون شخصاً ملهم لآلاف الصم وضعاف السمع حول العالم؟ اخبره عن "الإمام الترمذي" الذي كان كفيفاً، عن الأديب "الرافعي" الذي اصبح أصماً لكنه لم يتوقف عن كونه شخصاً فذاً رائعاً ذا قلمٍ من ذهب! حدثه عن "طه حسين" الذي احدث ثورة في تاريخ الأدب رغم كونه كفيفاً!
عن "اينشتاين" اعظم العباقره الذي كان يعاني من تأخر في النطق! عن الصبي "نيكولاس فوجيسيك" الذي ولد دونما أطراف على الإطلاق ! جسده كان عبارة عن جذع فقط! لايدين ولاقدمين ! لكنه رغم ذلك أصبح الشاب "فوجيسيك" اشهر متحدي إعاقة في العالم، تقبل نفسه واصبح شخصاً ملهم يستمد الآخرون منه الأمل،
حدثه عن "هيلين كيلر" الصماء، العمياء، البكماء التي اصبحت معجزة القرن العشرين؟ حدثه عن "فرانكلين روزفلت" الرئيس، عن "فرناندو ماجلان" الرّحاله، عن  "أبو العلاء المعري" الشاعر، عن "إبان بن عثمان بن عفان" الفقيه العالم، عن "أديسون" المخترع، عن "بشار بن برد" الشاعر، عن "فولتيير" أشهر أديب فرنسي، عن "ديموستين" خطيب أثينا العظيم عن.... وعن....وعن.... إلخ ! تختلف الأسماء وتختلف الإعاقات والظروف لكن الإرادة تفوز، اخبره أن العالم لايدور حول صممه فحسب! علمه كيف أنه بين خيارين أولهما أن يشفق على ذاته ويتقوقع في صدفته خجلاً من الآخرين أن يعزل نفسه بإرادته فينظر له الآخرين بعين الشفقة قائلين: "يحووول مسيكين مايسمع الله يعينه" !
وثانيهما أن يتقبل نفسه ويحبها، أن يتغاضى عن ماليس بيده تغيره ويضع قوته في تغيير نواقص ذاته وشخصه التي بإمكانه تغيرها، أن يتحدى العالم ويصنع لنفسه الأفضل في شتى مجالات حياته، فينظر له الناس مبهورين متمتمين: "تبارك الله شوفه وهو مايسمع سوى جذي وصار جذي ، وحنا يحظي مافينا إلا العافيه وماسوينا ربع اللي سواه" 
اسأله ماذا يختار ! أن يتقدم أم يبقى في مكانه متأخراً بينما الناس نحو القمة يصعدون!
،
حين يسأل أحدهم طفلك شيئاً إياك وإياك أن تجيب بدلاً منه! فأنت هكذا تلغيه ويصبح معتمداً عليك اعتماداً تاماً وهذا سيء! فطفلك شخص منفرد بذاته، إما أن تكرر له ماقيل بلطف وتدفعه للإجابة بنفسه، أو أن تعلمه أن يطلب تكرار مايقال له ويجيب عنه بنفسه "وهذا الأفضل بالطبع" لأنك حينها تعوده على الاعتماد على نفسه وأنه لاضير مطلقاً من أن يخبر الآخرين بابتسامه "أنه يعاني من مشاكل سمعيه" ^^
وهكذا الوضع أيضا بالنسبة لطلب طفلك من المقهى او أن يحاسب بنفسه في المكتبة مثلاً أو أي مكان، ادفعه نحو الاعتماد على نفسه تدريجياً وبلطف كي تصنع منه شخصاً معتمداً عليه عند كبره لايحتاج أن يؤخذ بيده ليمارس حياته الطبيعيه !




#RAMAD*


.




اقرأ المزيد ... >>

بعض عتمة سكنتني ذآت يوم~











.
.
.


لأن الحياة تجتاحني ..
أقف هنا يختلج قلبي رهبة ..
وتمر في روحي اعاصير من الضياع والتيه !

،،،،،،،،،،


ذلك الصراع الأبدي الذي نعيشه..
الظلمة السرمدية تتفوق على الضوء، تبتلعه !
يختنق النور
يتلاشى
تضيع ذراته في الهواء
و
نصبح عدم !






***







"رسمتي"



.
.
.

جرح روحاني يتطاول في صدر احدهم ،
يتسع كشق في ثوب مهترئ !
تسكنه الوحده ،
يتجرع الأسى ،
يثمل من كأس خيبة مرّ كالحنظل ،،
و فمه .... يظل دائما ، يَتَبَسّم !            
.
.







*****







"رسمتي"




.
.
.

ذات غروب
كان هناك ،
 في ظل شجرة ،
 وحيدا...
 حزينا..
 يبكي... !
همس له احدهم بحنو: "خذها" ورحل ،
شخص بصره إليه مذهولا، لامست كفيه نعومتها،
حين تمالك نفسه ؟ ...  لم يجد حوله سوى رائحة عذبة من نقاء ، وجمال منسوج من طهر، يسكن كفه !
حدق بها مليا، تشربتها عيناه ،
 امتلأت بها روحه ، 
ثم ... وهناك...  قريبا من قلبه ..
غرسها ...... 
فامتلأ بها حبا وأمل !

مذ ذاك اليوم ، كل غروب تجدونه هناك ...
قريبا من قلبه تسكن وردة ،
عيناه شاخصتان ..
يحدق في وجوههم ،
يبحث عن احدهم ،
احدا ما ،،
اجتث وحدته في "وردة" !




.
.
.



كلٍ بقلمي ،،

#RAMAD*

،،






اقرأ المزيد ... >>