لن أبقيك في عالمٍ ساكن، ملتف بالصمت .. "قصة قصيرة" - *RAMAD لن أبقيك في عالمٍ ساكن، ملتف بالصمت .. "قصة قصيرة" - *RAMAD

الثلاثاء، 24 سبتمبر 2019

لن أبقيك في عالمٍ ساكن، ملتف بالصمت .. "قصة قصيرة"






.





.


مستلق أمامي بوهن
وجهٌ شاحب، عينانِ مرهقتان، رأسٌ معصوب بضمادة بيضاء، شفتان مشدودتان كخيط رفيع تعبيرا عن ألم ما..

قلي لي ياطفلي، هل كان بإمكاني امتصاص وجعك الذي يُغرس في جوفي مرة تلو مرة مع كل نظرة ألقيها إليك؟ 
هل كان بامكاني تفادي أن اجعلك تخضع لمبضع الجرّاح الذي يَغْرُزُ في جلدك جرحاً دون رحمه؟ هل كان بامكاني تفادي جعلهم يقومون بحفر جمجمتك الهشّه؟  
عمران يابني، أعلم مقدار ألمك تماماً كما أعلم مقدار ألمي الغائر عميقاً في الروح ، ولكني أعلم أيضا أنك ماكنت لتحب البديل، ماكنت لتحب أن تبقى في عالمٍ ساكن، ملتف بالصمت، عالم هادئٍ حتى الرعب الذي ينخر روحك الغضة ! عالم مرئي فحسب، يراك الكل به عاجزا مهما كنت تمتلك من قدرة، عالم مغمور بالأسى والصمت ! 
لذا اخترت أن اجازف لأجلك ولأجلك فحسب ، كي تكبر في العمر تسمع اصواتا غنّاء، صوتي، صوت والدك، قهقهة شقيقاتك النابعة من القلب، طرق خطاك على الأرض، صوت الماء يتساقط بين يديك بعذوبة، صوت تقليبك لصفحات كتاب، ضوضاء في الشارع تغمر أذنيك، عالم مرئي مسموع، عالم تسمع به أصواتا تزيدك عشقا لعمرك وحياتك ♡ 
عمران يابني أشف لأجلي، سريعا ، بل وسريعا جدا كي لايسيطر عليّ المزيد من الألم لمرآك متوجعا أكثر من هذا، كي لا أفقد حماسي الباذخ لمرآك تتفاعل مع صوتٍ غريب، فأبكي حينها فرحا واطمئن بأن حياتك أصبحت آمنة بشكل ما

عمران يابني إني خائفة، تسكن حلقي غصة، واجد صعوبة في اخبارك كم ستعاني في المرحلة القادمة، مرحلة استلام السماعة، أن تعتاد على المغناطيس المتشبث بجلدة رأسك حتى تحمَرّ، جلسات تأهيل سمعيٍ مكثفة صباحا، جلسات تخاطب مكثفةٍ مساء، اصواتا وذبذبات كهربائية تشعل رأسك بألم ! ستكون مرحلة مرهقة لي ولك ولأبيك، مملوءة بالخوف والترقب والتيه، 
ولكنها تستحق ،، في سبيل أن تسمع جيداً، أن تكون طفلا سعيدا كسِواك 💕

عمران يابني، طبت لي وشفيت، ورضيت مستقبلا عن قرار اتخذته أنا بصعوبة عنك ولازلت خائفة أن أكون ظلمتك به !

.
.
.
.

من أرشيف كتاباتي 

#RAMAD*
31/8/2014

فقط .. مجرد قصة قصيرة مستوحاه من عمران .... ابن صديقتي اللطيف💜


.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق