يناير 2016 - *RAMAD *RAMAD: يناير 2016

الجمعة، 15 يناير 2016

باي باي فريدوم 4 ، هالوو نيوكلس 6 =)





باي باي فريدوم 4  هالوو نيوكلس 6 =)


وااو ! حرف يختزل كل مشاعري المندهشة والسعيدة , ماهذا يا Cochlear ؟
أي سماعة عجيبة قد اخترعتم لنا =’( ، حديثي غير مفهوم؟ اعذروني هي سعادتي من تتكلم، سأحكي لكم القصة من البداية, مستعدون؟ فلِأبدأ إذن،،



4 نوفمبر 2015 , مساء.


تخليت عن محاولاتي الحثيثة في اصطياد ساعات قلائل من النوم , ظلام تام، لذا بدأت بتأمل الزر الاخضر المضيء على الجدار مقابلاً لي, افكر بالغد وبسقف خيال مرتفع اتخيل شعوري لحظة التجربة الاولى, مالذي سأشعر به بالضبط، هل سيكون الأمر أفضل من الآن؟ ام هل سأشتكي واظن أن الاقدم أفضل كما هي حال صديقاتي؟ طمأنت نفسي برزانة :"سيكون كل شيء على مايرام، انت على موعد مع السعادة غداً، لاتقلقي"
لكنني بداخلي كنت قلقه، سعيدة ومتحمسة لكن قلقة في آن, المجهول بالنسبة لي مخيف دائماً بشكل ما.. لكن لأفرح فغداً سيكون كالعيد أنا واثقة....







5 نوفمبر 2015


عباءتي على رأسي قبل الموعد بثلاث ساعات تامات (هذه متاعب الحماس الزائد يارفاق)، وصلت مبكرة بساعتين قضيتهما في الحديث مع أخي ومحاولات لاصطياد أطفال زارعين (باءت كلها بالفشل للمعلومية ^^ ), "تعالي" إشارة من اخي بأن الوقت، حان قفزت متحمسة (هاااي ! تماسكي نفسك) نفس عميق ثم مضيت مع أخي..
.
.
.

لحظة امساكي بحقيبة السماعة كانت جبارة ، رغبت باحتضانها والتربيت عليها حقا !!  
نقل المبرمج برمجة سماعتي السابقة الى السماعة الجديدة وبناءً على طلبي فقد رفع الصوت وطلب أن ابرمج عنده من جديد بعد شهر لأن هذه لاتعتبر برمجة انها كيف أقول ذلك؟ "تقزيرة" فحسب، قاموا بتعليمي عليها وكانوا في منتهى الصبر والبشاشة رغم كثرة الأسئلة ومضيّ الوقت..
العودة إلى المنزل كانت مليئة بالضحكات والحماسة فالحلم تحقق وباتت نيوكلس6 بين يدي هاتين، لكن ... كان بانتظاري احساس سيء، فما إن وصلت الى المنزل وارتديت سماعتي الجديدة حتى لم اعد اسمع الا اصوات ضئيلة وبعيدة جدا, قلت لنفسي مرتعبة " اهدئي! هذا لأنك لم تعتادي على هذه السماعة بعد، الاعتياد يحتاج وقتا لاتنسي" ... لكن المشكلة لم تكن من الاعتياد بل كانت من الجهاز وبرمجته ، وهي التي جعلت صديقاتي يعدن لارتداء سماعاتهن القديمة وهذا ما اتبعتهن في فعله، فالصوت في السماعة القديمة كان افضل... جدا!.



بعد شهر..


ذهبت لأبرمج من جديد عند المهندس "حسن" من شركة كوكلير،، في الحقيقة كنت قد وضعت لائحة بما كرهته في صوت هذه السماعة الجديدة.. وكانت أغلب الحاجات التي كرهتها مختزلة في هاتين الكلمتين "العازل الصوتي" أنه بغيض جدا ويجعلني حانقة!

كالعادة المرحلة الأولى بالبرمجة تكون بالذهاب إلى كابين الرعب** جلست وهيأت يدي لأرفعها مترقبة سماع الصوت, "طووط" أوه بدأ الامر, يدي ارتفعت بكثرة هذه المرة، الاخصائية المتدربة تبدو لي من خلف الزجاج متحمسة لشيء ما تتناقش مع المهندس حسن الذي يبدو متحمسا ايضاً, كانا يبتسمان بشدة ويشيران الى جهاز الكمبيوتر أثناء نقاشهما, كنت أشعر بالملل والتأهب كلما دخلت إلى هذا الكابين البغيض (هو لم يعد مرعبا لكن من الواضح جداً أنني اكرهه واعتبره شرا لابد منه/: ) *لا أعلم... آخر تخطيط شعرت بأن كابين الرعب لم يعد مرعباً, ربما لأن ثقتي بسمعي قد ازدادت وربما لأنني سمعت الأصوات بوضوح ولم تكن مبهمة... لم يكن هناك مجال لأظن أنها أصوات من رأسي لا من الجهاز، لا أعلم لكن ربما هذا السبب*
الحماسة المنبعثة منهما امتدت لتصل إليّ عبر الزجاج فكرت "لابد أنهم رأوا ما أسعدهم في تخطيطي أليس كذلك؟" اسعدتني هذه الفكرة حتى كدت أنسى كراهيتي المتجذرة لهذا الكابين ^^ .
أشير لي من خلف الزجاج أن اخرج فقد انتهى التخطيط, خرجت لأرى شقيقي يبدو سعيداً ومتأثراً لذا وبالكاد امسكت لساني ان لا يسأل عن الموضوع حتى أنفرد بأخي وأبدأ معه تحقيقاً.. كان شيئاً سعيداً يدور حولي, شيئاً ملأني بالثقة قبل أن أعرف ماهو..

تبعتهم إلى غرفة البرمجة وعندما سألني المهندس أن أحدد له مايزعجني بالضبط بالسماعة قلت بلا تردد: "عازل الصوت, لاأريده أبداً أبداً .." في الحقيقة منعت نفسي بجهد كبير أن لا أصرخ بهذه الحقيقة المحبطة فأكثر شيء كنت متحمسة بشأنه في السماعة الجديدة كان العزل الصوتي الذي يبدو وصفاً كشيء في قمة الجمال الصوتي لكن كتجربة اعتقد أن من الأفضل إعادة تسميته ل (كاتم صوت) بدلا من عازل صوت !
عودةً لسؤال المبرمج أول مانطقت بإجابتي بدأ يبتسم كان لديه علم بأن الكثيرون يكرهون هذا العازل لذا لم يستغرب إجابتي لكنه سألني إن كان لدي أمر آخر واخبرته بلستتي التي وضعتها منذ شهر: " لا أريد العازل, درجة الصوت ممتازة لكنني أرغب بتجربة درجة صوت أعلى, أرغب بزيادة التمييز بين الأصوات, وأود لو تتأكد من رفع درجة صوتي فأنا أشعر وكأنني لاأسمعه وأيضاً أرغب بإزالة الضوء الذي يبدأ بالوميض كلما أزلت الكويل عن رأسي"

*(كان يومض وكأنه يصرخ "هاي انظروا هنا سماعة تطلب منكم أن تروها") حتى أن ابن اختي الصغير كان يظن أحيانا أن في رأس خالته لعبة! إنه للأطفال كي يعرف والداهم بحالة سماعتهم لكن ليس لمن في عمري*

بدأ المهندس بالبرمجة وكان يسألني تارة إن كانت درجة الصوت جيدة؟ أو ان كان تمييز الكلام والأصوات جيد؟ ولكي أخبره بذلك كان لابد أن نطلب من اخي أن يتحدث, لذا كان يزيح كرسيه بعيداً قليلا ويبدأ بالتحدث وهو يضحك لسخافة الموقف "اعترف أن فقرة حديث من يرافقني تضحكني, هي ممتعة نوعاً ما", كنت أخبره إن وجدت الحديث سلسا ومفهوما هذه الفقرة تبدو لي اختبارا مبدئي لكن لابد أن الحكم على جودة البرمجة يحتاج من يومين إلى شهر تقريباً، عندما بدأ المهندس بحفظ البرمجة انطفأ جهاز اللابتوب وهذا يعني إعادة البرمجة من جديد وأخذ وقتا أطول لكن المهندس لم يتذمر رغم أن دقائق ثمينة من وقته ذهبت هباء منثوراً, بل العكس فقد جاء باقتراح حماسيّ: "مارأيك بأن أقوم بعمل شيء جديد لم يسبق لك تجربته؟"
_" ماهو؟"
_" سأسمعك نغمتان عليك أن تخبريني هل هما متساويتان؟ و إن كانت احداهما أعلى من الاخرى عليك أن تخبريني هل أرفع درجة الاخرى أم أقوم بتخفيض درجة الاولى حتى يصبحان متساويتان, واضح أم لا؟"
_" واضح"
_"فلنبدأ"
قام بإسماعي النغمات وكنت اخبره أيهما يرفع درجتها أيهما متساويتان وهكذا.. مضى بعض الوقت على ذلك ثم توقف المهندس ليخبرني أنه سيقوم بنفس التجربة السابقة لكن مع ثلاث نغمات هذه المرة..., بعد الانتهاء سألني مارأيك؟ وكالعادة طلبت من أخي أن يتحدث وهذا مافعله لكن صوته كان أوضح الآن وأعلى وانتبهت أثناء حديثي مع أخي بصوت طرقات خفيضة حددتها بسهوله كانت الاخصائية هي من تقوم بذلك وهي تخبئ يدها كي أتعرف على مصدر الصوت بنفسي وهذا ماعرفته بسرعة, كان الأمر... كيف أصيغ ذلك؟ تجربة كالسحر!

أخبرني المهندس أنه وضع لي برنامجين متشابهين الاختلاف أن أحدهما به عازل بنسبة خفيفة, والآخر دون عزل, لكنه طلب مني أن اعتاد على العازل وإن لم أحبه فكل ماعلي فعله هو تغيير البرنامج، وفي الأخير طلب أن اقوم بالتجول خارجا لبعض الوقت كي أحاول الحكم على برمجتي مع الازعاج بالخارج, بينما الاخصائية اقترحت مانال على رضاي بالطبع :) فقد قالت لأخي: "هناك (بقالة) في نهاية الشارع خذها إليها" نظر إلي أخي متسائلا عن رأيي "وكأن الأمر قد يحتاج سؤالا" هززت رأسي موافقه وخرجنا لنمشي على طول الشارع ذهابا وايابا واخي يتحدث مرة أمامي ومرة يتأخر ليتحدث خلفي ومرة يستوقفني ليسألني: "هاي رماد ماهذا الصوت؟ هل سمعته؟", لأرد عليه:" أوه انه صوت عجلات دراجة واصوات اقدام", التفت خلفي وأرى بين الجموع عاملاً يجر طاولة حديدية ذات عجلات لينقلها إلى مبنى آخر فيقول أخي بحماسه: "صح", نمشي قليلا ليسألني مرة أخرى:" هاي رماد تسمعين شيئاً؟" , لأرد على حماسته بمزاح:" تقصد غير صوتك؟ وصوت الهواء ونقاش المراجعين الذين يمشوون خلفنا واصوات اقدامهم واصوات السيارات؟ لا أسمع شيئاً", يبتسم ويرد:" ممتاز تسمعين كل هذا رغم الإزعاج؟ إنها برمجة جيدة حقاً" أومأت له أوافقه الرأي. وأكملنا عودتنا إلى مبنى المستشفى نتمازح بشأن الأصوات, شكر أخي المهندس وبشرناه بجودة البرمجة الرائعة ثم ذهبنا.

في السيارة سألت أخي عن ماجرى أثناء عمل التخطيط داخل الكابين ليبتسم مجدداً:"آه, ذلك"
_" أجل ذلك.. ما كان؟"
_" كانوا سعيدين لأنهم وجدوا أن درجة سمعك طبيعية تماماً مثلهم ومثلي"
_" حقاً !!"
_ نظر لي كمن اكتشف سراً " أجل حقاً, لذا لن تتظاهري بعد الآن بأنك لم تسمعين طرقات الباب كي يفتحه احد آخر"
_ ضحكت مذنبة " أوه لقد كُشف أمري".


عندما بدأت بسرد ماحدث أثناء البرمجة لأمي توقفت عن ماتفعله لتنظر لي مستغربة: "صوتك... خفيض جدا".
_ ضحكت على نظرتها حقاً :" أجل وهذه أول حسنات هذه البرمجة"..



بعدها بعدة أيام خرجت مع أخي وبما أن الجو جميل فقد قام بفتح نوافذ السيارة "وهذا ماكنت أمنعهم من فعله قديماً لأنني لاسمع شيئا عندما يفتحونها حتى صوتي" كان أخي يتحدث معي وكنت أرد عليه بشكل عادي حتى أنه هو أحيانا من لم يكن يفهم قولي بسبب صوت الهواء ويطلب مني تكرار ما أقوله.. وقت العودة أخبرني :"رماد, برمجتك مختلفة حقاً, أنت سمعت كل حديثي... هذا ممتاز". بل ممتاز جداً ... برأيي.

كنت أذهب لبعض الأماكن بانتظام لكنها أماكن مزعجة لم أكن أسمع شيئا فيها غالبا إلا بعد تكرار وتكرار وكان هذا يعني قضاء وقت ممل! , لكن الآن أنا اسمع بها بشكل رائع دون أن يتكرر الكلام على مسامعي حتى أنني أقسم لكم أن الذين يسمعون طبيعيا هم من يطلبون مني تكرار كلامي كي يسمعوه لأنهم لم يسمعوه جيدا أول مرة بسبب الازعاج! وهذا ماكان ينعش ثقتي بسمعي مرة تلو مرة..


.



لم كرهت عزل الصوت أول الأمر؟
لأنه كان قوياً جداُ, فإن مسكت كيسا بلاستيكيا واصدر صوتا تختفي الأصوات الأخرى حتى صوتي يصبح ضئيلا ومكتوماً رغم أني أصرخ! إن تحدث اثنان في وقت واحد تصبح أصواتهما بعيدة جدا ومكتومة, كان يشعرني بالاختناق كل الأصوات تبدو مكتومه, لكن الآن وبما أن العزل خفيف جداً بات الامر جميل.

 عندما قمت بتشغيل الخلاط أول مرة بعد البرمجة شعرت بعينيّ رطبتان, لم الدموع؟ ربما لأن الصوت ذكرني بلمحة من الماضي القديم, العزل الخفيف لصوتي والاصوات المحيطة بي أثناء تشغيل الخلاط أعاد لي ذكرى اختفاء الاصوات عند تشغيلي لمكنسة أو مجفف الشعر الكهرربائي! يااااه كم نسيت هذا,, و الآن بعد ثمان سنوات جربت عزلاً طبيعياً جعلني أبكي ! شيء سخيف أعلم لكنها ذكرى محببة رغم تفاهتها, على الأقل جعلتني أعي أن سمعي عاد طبيعي من كل النواحي.

.

هل تذكرون فوبيا الهاتف التي حدثتكم عنها؟ الآن باتت ضئيلة بشكل كبير لأن الأصوات بالهاتف أصبحت واضحة, سلسة ومفهومة, هل تصدقون أنني أسمع الآن دقات ساعة معصمي الصغيرة؟
كنت أود لو أضع لكم لائحة بالفروقات بين سماعتي القديمة الجيل الرابع من كوكلير "فريدوم  4 " وبين سماعتي الجديدة الجيل السادس من كوكلير" نيوكلس 6 " لكنني حينها سأكون ظالمة بحق فريدوم4 لأنها سماعة رائعة إن كانت البرمجة رائعة, صحيح أن نيوكلس6 أصغر حجما وأخف وزنا على الأذن وصحيح أن ملحقاتها أفضل ووو... إلخ , لكن عندما كانت البرمجة بها منقولة من السماعة القديمة نقلا فحسب كان الصوت بها سئ والسماعة القديمة كانت أفضل بينما عندما أصبحت البرمجة ممتازة بان الفرق بين الجهازين, لماذا؟ لان البرمجة الجديدة استفادت من مميزات الجهاز استفادة قصوى, وهذا يخبركم بأهمية اختيار المبرمج الممتاز إنه مثل أهمية اختيار الجراح الذي سيقوم بالعملية بالضبط فما الفائدة من عملية زراعة قوقعة ناجحة دون سماع صوت جيد على الأقل؟

 ،

" بالمناسبة الآن وأنا أكتب هذا المقال وصلني خبر أن بعض صديقاتي اللواتي كن يتذمرن بشأن نيوكلس6 قد قمن ببرمجة جديدة في مطلع هذا الأسبوع عند الدكتور أحمد خاطر "أثناء زيارته القصيرة للرياض والتي انتهت للأسف" وكم شعرن بالتغير بالأصوات للأحسن بالطبع واجمعن على وضوح الأصوات, إحداهن أخبرتني بموقف أشعرها بالفرق عن البرمجة القديمة وهو أنها أثناء عملها سمعت زميلاتها الموظفات يتجاذبن أطراف الحديث خلف الحاجز, هذا ليس جديداً لكن الفارق أنها سمعت حوارهن بوضوح " ^^.






اقرأ المزيد ... >>

يا تُرىَ هَلْ تَعرِفُ مَن رَمآد ؟











يا تُرىَ هَلْ تَعرِفُ مَن رَمآد ؟
.
.
.
………….
ماذا قد يعرفُ عنّي شخصٌ غريب؟
لا شيء !!
لذا؟ كانت هذه الصفحة هناآ =)
…….
R A M A D*
……..
أحياناً أظن أنني أعيش لأقرأ ~
مدمنةجرافيك ديزاين
………
حين الملل الشديد، واليأس ..
حينما أشعر بأن ثقب أسود يتربص بي
يحاول أن يبتلعني لأصبح عدم !!
فكعلاج، كدلالة على الوجود…. أنا أرسم
………
شَيْءٌ آخرْ :
أنا هُنآ لِأشارككم بشذرةٍ من روحيِ ،
أخبركم ماذا قد يعني كونك مختلف في مجتمعٍ متشابِه،
ماذا يعني أن تفقد الأصوات رونقها الطبيعي؟
ماذا يعني أن تجاهد ضد ظروفك وعالمك وقدرتك كي تسمع صوتاً، أو تفقه حرفاً؟
رمآد ؟ مجرد فتاة بسيطة فقدت سمعها ذات يوم، لتجد نفسها غارقة في عالم منسوج من صمت محبب إلى النفس ومرعب في آن !
رمآد التي عرفت معنى أن يسمعك الآخرون لكنكلاتسمع صوتك، أن تعيش في هدوءٍ تامٍ سرمدي دون إرادة من نفسك ! ..
في عتمةٍ من سكون عاشت … حيناً من الوقت
رمآد التي عرفت ماذا يصنع الصمت في المرء من هواجس
ماذا يقتل في الروح من طمأنينة !
ماذا يحاول أن يغتال في النفس من طموح!!
رمآد … التي خافت أن تسقط في هوةٍ سوداء من عجز
فجأة تفجر في حياتها ينبوع من نورٍ وأملٍ وصوت ! لكنها لم تراه على شاكلته، بل ظنت أنه سيسرق من عالمها المزيد
رمآد سيقت إلى مبضع الجراح سوقاً ! فهل لامت أحدٌ على ذلك يوماً؟
لا ! ، بالطبع لا !! لأنها عرفت أن أبواب الرجعة إلى عالم الصوت قد فُتِحت، عرفت أن جحيم الصمت لفظتها كُرهاً لتعود لجنّةِ الصوت التي غادرتها مسبقاً دون خطيئة!
فهل عادت باردة لامبالية إذن؟! كلا، لأنها عرفت مافقدت وأصبح لكل صوتٍ لذة مضاعفة لدى سماعه
*لكل الأصوات التي فقدتها لسنوات ثم عادت: “أنا أحبك، وممتنة لله الذي جعلني أفقدك لفترة كي أقدس نعمة كانت لدي ظننتها من المُسَلّمات فما شكرت الله عليها حقّ شُكر”*
…………
زراعة القوقعة كانت شيء جديد في عالمي ، أن أعود فأتعرف على ماهية الصوت لهو شيء مذهل! تجربةٌ مترفةٌ بالجمال
فمنذ متى وصوت مفاتيح “الكيبورد” قد يفتن إنسان؟
أو صوت الماء وهو يغلي ساخناً أحب إلى أذن أحدهم من مقطوعات باخ وموزارت وتشايكوفسكي مجتمعة؟
ثم متى كان الصوت المنعش المصاحب لفتح قنينة “كولا” غاوياً إلى هاته الدرجة؟
بعض الأشياء يكون فقدها نعمة ربما على الأقل لنعرف قيمة مالدينا، أما عودتها فهي نعمةٌ مضاعفةٌ أربع مرات وألف!
أنا لن أقول أنني كرهت الصمت تلك الفترة فسيكون ذلك كذباً لاريبة فيه، لأن الصمت في حياتي لم يكن صمتاً تاماً
كانت هناك أصوات لكنها تأتي عبر جهازٍ كرِهتُه، لم تكن تلك الأصوات جميلة أو مريحة كما كنت أسمعها طبيعياً، كانت مختلفة بشكل ما
كريهة أحيانا بشكل آخر، لكنني وكأي مضطر اعتدتها
ومع مضي الوقت أحببتها بحكم العادة، ثم كتب الله علي الفرج من حيث لاأدري ولا أعلم، ومن الحضيض بدأت الأصوات تنهض وتعود بجمال أكثر وانسيابية أكثر
وبالتأكيد بتقدير من جانبي أكثر..
أتعلمون ما النعمة الإضافية التي اكتشفتها؟
أنني عشت بضع تجارب غنية لم أتخيل أني قد أعيشها ولا حتى حُلماً !
فأنا عشت مثلكم أسمع وأتكلم :) ، ثم عشت كثقيلة سمع، ثم كزارعة قوقعة، أي أني ألبس سماعتي فأعود طبيعية كما كنت، أرميها فأصبح صماء في عالمٍ لا ذرة من صوتٍ فيه
فماذا كان أثر كل هذا علي؟
قدرتي على التفاؤل كانت تزداد باستطراد منذ البدء، وابتسامتي التي لم تختف عن ثغري ازدادت واتسعت حتى أن أمي كانت “تنفث” علي خوفا من العين! فالجميع كان يسأل لم أضحك وأسعَدُ في وقتٍ
كان علي أن ابكي؟ أن أنزوي وحيدةً أرثي سمعاً ذهب وماظنه الآخرين يوماً سيعود!!
كنت سعيدة، ربما لأن تلك الفترة الصامتة في حياتي جعلتني أتقرب من نفسي أكثر أن اشتغل على ذاتي بزيادة أن أضاعف عدد الكتب التي أقرأها يومياً
أن أرسم أكثر وأكثر، أصمم مواقع الانترنت موقعا تلو الآخر لأحذفها في مابعد كتسلية، أن أعشق الفوتوشوب وأتعرف على أصدقاء القراءة،
حتى أنني اكتسبت مئات الأصدقاء الذين كانوا قد عرفوا ماذا يعنيه قولي “عالمٌ منسوج من صمت” وشاركوني تجربتهم مع العثرات والقيود و"القدرة
لذا أنا سعيدة ، لأن حياتي حتى وإن فقدت الصوت أحياناً لازال لها معنى وهدف وإن كان بسيطاً كأن أُفيد الآخرين من تجربتي
وأنا سعيدة لأن حياة رائعة كحياتي لم أكن لأستطيع عيشها لوكنت كما كنت “أسمع
فالحمدلله كما يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه.

…………



اقرأ المزيد ... >>