أول لقاء مع إحدى أطفال القوقعة .. "روان" .. - *RAMAD أول لقاء مع إحدى أطفال القوقعة .. "روان" .. - *RAMAD

الثلاثاء، 15 أكتوبر 2019

أول لقاء مع إحدى أطفال القوقعة .. "روان" ..








2013 
الكويت، حديقة مشرف ..



استقبلتني بابتسامة مشعه، تصرخ بحماس: انتي تلبسين سماعه !! 

ضمت يديها بترقب ، وتراءى لي أن عينيها اصبحت كقلوب صغيره، 
ابتسمت لها مشجعه: إي روونه البس نفس سماعتج.
قفزت في مكانها تصفّق يديها بحماسه: والله والله.
ابتسمت بلطف: والله.
قالت بجرأة محببه: وريني اياها ! 
رددت مستنكره: وييي شلون انزع حجابي هني !
أثرت بي خيبة الأمل التي امتلأ بها وجهها الصغير ، طرأ لي خاطر سريع فأردفت: عطيني ايدج، رمقتني باستغراب واعطتني اياها بصمت، امسكتها بلطف ووضعتها على أذني لتستطيع لمس النتوء البارز من خلف الحجاب، 
رمقتني بعجب ثم صاحت بفرح: سماعه، اي والله ! 

قهقهت بسعاده لردة فعلها الحماسية تلك، تحدثنا قليلا، 
ثم سألتها برويّه: روونه شنو تبين تصيرين ؟  

حَدّقْتُ بذهول بعينيها الواسعتين وهما تلتمعان بتحدي، رفعت وجهها الصغير بثقه ثم ردت بصوت واثقٍ ذا قدره: "أبي أصير أبلة تخاطب". 

ابتسمت حينها بتأمل، الثقة التي بدت عليها تُحطم كل شك قد يخالج نفسك بأنها لن تحقق ماتريد، تساءلت لمَ اختارت مجالا يرى الآخرون حتما بأنها لن تصلح له؟ كل جلسات التخاطب التي تذهب إليها صباحا ومساء ألم تجعلها تكره كلمة التخاطب حتى؟ تعديل الآخرين لاخطاء نطقها بقسوه، ألم يحطم ثقتها ومقدرتها على النطق السليم ؟ بعد لقائي بها ذلك اليوم كان جوابها لسؤالي مادة دسمة أفكر بها طوال الليل لأحصل على جواب لتساؤلاتي، ثم عصف بعقلي الجواب الواضح كالبرق في ظلمة الليل، ذكرى عينيها المتحديتين لهجتها الواثقه اخبرتني بأنها ليست عاديه ! إنها ذاك النوع الفريد من اللأشخاص الذي يحول مأساته لقصة متميزة، ذاك النوع الذي يصنع حياته ضد كل اعتقادات الآخرين الفانيه، النوع الذي يصنع من الصعوبة في حياته متعه ويستجيب لنداء داخلي بأن يصبح كل مالا يتوقعه الآخرون منه ! جسدها الضئيل.. يضللك... تظنها ضعيفة عاجزه، فإذا هي تبهرك بقوة وثقة لا مثيل لهما، ابتسمت لنفسي وانا اتذكر عينيها الناعستين وهما يلتمعان ببرق من ثقه وعاصفة من تحدي، تمتمت لنفسي ببطء: "أعجوبة كمثلها ستكون كما أرادت ، لاشك بذلك مطلقاً" 



#RAMAD*
عن روان إحدى معجزات القوقعة.






.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق