سماعة طفلي، كيف أخفيها؟ - *RAMAD سماعة طفلي، كيف أخفيها؟ - *RAMAD

الخميس، 11 فبراير 2016

سماعة طفلي، كيف أخفيها؟








أيتها الأم اللطيفه حينما تكونين خارجآ في احد قاعات الانتظار مثلآ أو تتسوقين وطفلك الذي يرتدي السماعة يمشي خجولا مطأطئ الرأس إلى جانبك وحينما تنتبهين الى كون الجميع يحدق إلى سماعته أحدهم بنظرة شفقه والآخر بنظرة قرف والآخر ينظر له وكأنه قادم من كوكب زحل ! تعطينهم نظرة خجل أو نظرة غضب ! ثم تقومين بتغطية سماعة طفلك بقبعته او شعره ، وعندما ينتهي مشوارك تتحدثين لزوجك او شقيقتك او ابناءك الآخرين عن كم هذا العالم ظالم ! وتقصين عليهم ماحدث على مسمع من طفلك ! خذيها مني وإن كانت مؤلمة أنت حينها قضيت على القلة الباقية من ثقة طفلك بنفسه ، حينما خبأتي سماعته أرسلتِ له رسالة غير ملفوظه بأن سماعته عارآ يجب أن يخبأ ! حينما اعطيت الآخرين نظرة خجل أو غضب أرسلت له رسالة بأن نظراتهم تؤثر به تقتلنه، وأن آراءهم مهمة جدا جدا ! وكأن رأيهم مايصنع منه شخصآ ، إنسانآ ! ،، حينما شكوت لعائلتك ماحدث أرسلت له رسالة بأنه مصدر ألم وخجل لك ! وإن كان بشكل غير مباشر، ارسلت له رسالة بأنه عليه ان يخجل من كونه خلق أصما ! ارسلت له رسالة بأنه دون الآخرين أبدا !

لنكن صريحين أنت قصدت حمايته لا إيذاءه ، الإيذاء حدث دون تعمد أو قصد ، لكنك كنت السبب ،
دعينا نعد صياغة الموقف بشكل آخر ،

كنت في قاعة الانتظار وكانت امرأة دون اخلاق تحدق بطفلك دون توقف ، نظرتِ إليها بتحدي لامبالي ، وتجاهلتها تماما أو جعلتِ حسن اخلاقك يغلب سوء أخلاقها ووجهتي لها ابتسامة لعوبة وغمزة وجعلتيها تشعر انها قد اصطيدت "ردة الفعل هنا دوما تعجبني"، حينها ارسلت لطفلك رسالة بأن آراء الناس لاتهم ، حينما ترينه يخفي سماعته بارتداء قبعه او يغطيها بشعره مثلا ، واجهيه بهدوء في مكان خال إلا منكما فقط، لم فعلت ذلك ؟ ، اشرحي له باسلوب مبسط كيف ان سماعته باعثة للفخر لا الخجل ، اخبريه عن العباقرة والعظماء الصم والمقعدين والمقطعة اطرافهم ، حدثيه كيف تفخرين بأن وهبك الله طفلا مميز ، ليس ككل الاطفال العاديين، كم واحد في العالم يرتدي مثل سماعته المميزة ! القليل جدآ ، اقنعيه بذلك وبأن الناس يحدقون بكل ماهو مميز ، لذلك هم يحدقون بسماعته ، اخبريه بأن هناك اشخاص سيستهزؤن بسماعته لانهم يغارون منه فهم ليس لديهم سماعة للاسف ، علميه كيف يعطف عليهم ويسامحهم فهو المميز لاهم ! لابأس بتحوير الحقائق قليلا لمصلحته ، لكن أولا ابدئي بنفسك أيتها الأم فنفسيتك تنعكس عليه سريعا وان كان داخليا على الاقل لكنها تنعكس عليه وان كان ذلك دون سيطرة منك او رغبة ،،
سيطري على خوفك الدائم عليه ، عامليه كإخوته لاتكسري جانب له بشكل دائم ، لأنك لو فعلت فسيكون حينها اتكاليا بشكل فظيع، قدري حاجاته لكن لاتقومين بحمايته دائما لأنك لو فعلت ذلك فصدقيني حينها سيكون لديك طفلا خجول فاشل اجتماعيآ، متحفظ ومنعزل ، بحاجة لمن يأخذ بيديه بشكل دائم ، حتى عندما يصبح رجلا لن يتحمل مسؤولية نفسه ، ستكون نظرته لنفسه دونية للأبد ، ويرى بأن الآخرين كلهم كلهم أعظم منه ! وهذا للأسف شيء بائس كان بالامكان تجاهله .



#RAMAD*


هناك تعليق واحد:

  1. كلام سليم بس لو الخز بمجتمعنا يخف لان مهما حاولنا نعزز ثقة عيالنا فهم حساسين والناس فضوليين ومايهمهم اذا جرحوهم بفضولهم او لا

    ردحذف