كيف تتعامل مع طفلك المختلف؟ - *RAMAD كيف تتعامل مع طفلك المختلف؟ - *RAMAD

الاثنين، 8 فبراير 2016

كيف تتعامل مع طفلك المختلف؟








كيف تتعامل مع طفلك المختلف؟

هذا سؤال صعب، واجابته اكثر صعوبة منه، فالاطفال مهما تشابهت اشكالهم شخصياتهم مختلفة عن بعض، لكنني سأتكلم هنا عن المعاملات التي أراها تسيء لأطفالكم المميزين، والمعاملات التي شعرت بأنها آذتني/من دون قصد/وإن كنت تجاوزت اثارها ولله الحمد وسأذكر نتيجتها المتوقعه "حسب تجربتي الخاصة وحسب ابحاثي في هذا المجال"
،
سأكرر السؤال:
كيف تتعامل مع طفلك المختلف؟
سأفسر اكثر، اقرأ ماتحت، اجب عن الاسئلة وضع نفسك في هاته المواقف:

1/ هل أنت تمنحه اليد العليا على أشقائه الطبيعيين؟
2/ هل تعطيه مايريد فور طلبه اشفاقاً عليه؟ ويحدثك قلبك "كما تعلم هو اصم فل تمنحه مايريد تخفيفاً عنه فلايجوز ان تكون انت والعالم ضده" !
3/ يطلبك شيئاً فيصرخ عقلك السليم:"لا"، يبكي طفلك: "أريد" ويستمر بالبكاء فتستثار عاطفتك وتتراجع عن/لائك/ ! وتمنحه ما أراد ؟
4/ فلنقل لديك طفلتان "حنان" و "إيمان" /إيمان مصابة بضعف السمع/ ، حنان تملك كراسة تلوين تحبها وتستمتع بها، تمزق ايمان كراستها "المشابهه تماماً لكراسة حنان" ثم تُصَرّح أنها ترغب بكراسة حنان، ماذا تفعل أنت؟ تأخذ الكراسة وتعطيها إياها رغم تعلق حنان بكراستها؟ تعقد صفقه مع حنان بشراء كراسة جديدة لها إن اعطتها لإيمان؟ ام توضح لإيمان سوء سلوكها وتخبرها أنها معاقبة "بعدم امتلاك كراسة تلوين" حتى تحسن التصرف؟
5/ طفلك "المصاب بضعف السمع" يبكي بشهيق ويسألك: "ليش أنا الوحيد اللي مايسمع" ! ، "ليش ألبس أنا بروحي ألبس سماعة" ! ، "ليه إذا رميت سماعتي ماسمع، أظل طول عمري اصمخ يعني مثل مايسموني ربعي" ! ، واثناء نشيجه المدمي وشهقاته المتتاليه ماذا تكون ردت فعلك؟ هل أنت تحتويه وتبكي معه دون أن تتمالك لنفسك؟ هل تبتلع حطامك وتحبس دموعك في مقلتيك وتخبره أي أجرٍ عظيم له مقابل ابتلائه هذا وتتلو على مسامعه امثلة من العظماء المختلفين؟ هل تخبره أنه مميز وأنه مختلف وأنه خلق هكذا ليصنع اسطورته الشخصية المختلفه؟ هل تخبره أنه خلق هكذا ليكون بطلاً، قدوةً لسواه بتفاؤله وامله واصراره وعزيمته؟

6/ تجلس بهدوء أنت وطفلك "المصاب بضعف السمع"  ، فيسأله احدهم:"شلونك؟" طفلك ينظر إليك بهلع! يحتاج إنقاذاً فهو لم يسمع ماقيل له جيداً، ماذا تفعل؟ تكرر له السؤال وتطلب منه الإجابة بنفسه؟ تجيب عوضاً عنه وانت تحاول "الترقيع" عن عدم إجابته بنفسه؟ تدفعه إلى الطلب بنفسه من هذا الشخص أن يكرر ماقاله مع ذكر تبرير بسيط عن عدم سماعه "لأنني اعاني من مشاكل سمعيه" ؟

7/ تقف أنت وطفلك "ضعيف السمع" أمام المقهى، يتقدم طفلك بتردد يود أن يقدم الطلب بنفسه، ويمنحك نظرة متوتره، ماذا تفعل؟ تعيده مستعجلاً خائفاً أن لايسمع مايقوله له العامل جيداً وتقول له: "هات طلبك بابا أنا بجيبه" ؟
تمنحه نظرة مشجعه وتمليه طلبك ليأتي لك به أيضاً؟

،
المواقف كثيرة ومتعددةً لو ذكرتها لما انتهيت، وأخشى أن أقول بأن سلوك طفلك متأثراً بسلوكك وردات فعلك، فأنت تصنع شخصه كما تعلم.
إن أنت عاملته بتمييز عن اشقائه واعطيته كل مايريد، وسمحت لبكائه أن يغير رفضك لموافقة، أخاف أن تكون صنعت طاغيةً أنانياً متواكلاً لا طفلاً! ولشد ما ستتعب منه عند كبره وتكون محاولات استصلاحه متعثرة متأخره فمن شب على شيء شاب عليه "وإن كانت هذه كمثل جميع القواعد لها شواذ"،
عندما تقول لا، اجعلها لاءً تامةً تامة، لا تسمح لبكاء وتحبب أن يجعلك تتراجع عنها حتى يفهم طفلك معنى "لا" ويقيم لكلمتك وزناً ومقداراً، وإلا "وأنا أحذرك هنا" فإن كلمتك لن تكون ذات أثر على سلوكه وحين تتذمر لم لايستمع طفلك إليك ! تذكر ماقلته لك ولا تلومن إلا نفسك.
،
حين يبكي طفلك نفسه تمالك نفسك، احتويه، استمع لمخاوفه ثم اخبره بهدوء وبأسلوب محبب، كيف أن الله اختاره مميزاً ليمنحه أجراً عظيماً، كيف أنه يجب أن يكون بطلاً متفائلاً ويصنع لحياته معنى وهدف وإن كان هذا صعباً، ألا يحب أن يقتدي به الآخرون ويستمدون منه الأمل؟ ألا يفضل أن يكون شخصاً ملهم لآلاف الصم وضعاف السمع حول العالم؟ اخبره عن "الإمام الترمذي" الذي كان كفيفاً، عن الأديب "الرافعي" الذي اصبح أصماً لكنه لم يتوقف عن كونه شخصاً فذاً رائعاً ذا قلمٍ من ذهب! حدثه عن "طه حسين" الذي احدث ثورة في تاريخ الأدب رغم كونه كفيفاً!
عن "اينشتاين" اعظم العباقره الذي كان يعاني من تأخر في النطق! عن الصبي "نيكولاس فوجيسيك" الذي ولد دونما أطراف على الإطلاق ! جسده كان عبارة عن جذع فقط! لايدين ولاقدمين ! لكنه رغم ذلك أصبح الشاب "فوجيسيك" اشهر متحدي إعاقة في العالم، تقبل نفسه واصبح شخصاً ملهم يستمد الآخرون منه الأمل،
حدثه عن "هيلين كيلر" الصماء، العمياء، البكماء التي اصبحت معجزة القرن العشرين؟ حدثه عن "فرانكلين روزفلت" الرئيس، عن "فرناندو ماجلان" الرّحاله، عن  "أبو العلاء المعري" الشاعر، عن "إبان بن عثمان بن عفان" الفقيه العالم، عن "أديسون" المخترع، عن "بشار بن برد" الشاعر، عن "فولتيير" أشهر أديب فرنسي، عن "ديموستين" خطيب أثينا العظيم عن.... وعن....وعن.... إلخ ! تختلف الأسماء وتختلف الإعاقات والظروف لكن الإرادة تفوز، اخبره أن العالم لايدور حول صممه فحسب! علمه كيف أنه بين خيارين أولهما أن يشفق على ذاته ويتقوقع في صدفته خجلاً من الآخرين أن يعزل نفسه بإرادته فينظر له الآخرين بعين الشفقة قائلين: "يحووول مسيكين مايسمع الله يعينه" !
وثانيهما أن يتقبل نفسه ويحبها، أن يتغاضى عن ماليس بيده تغيره ويضع قوته في تغيير نواقص ذاته وشخصه التي بإمكانه تغيرها، أن يتحدى العالم ويصنع لنفسه الأفضل في شتى مجالات حياته، فينظر له الناس مبهورين متمتمين: "تبارك الله شوفه وهو مايسمع سوى جذي وصار جذي ، وحنا يحظي مافينا إلا العافيه وماسوينا ربع اللي سواه" 
اسأله ماذا يختار ! أن يتقدم أم يبقى في مكانه متأخراً بينما الناس نحو القمة يصعدون!
،
حين يسأل أحدهم طفلك شيئاً إياك وإياك أن تجيب بدلاً منه! فأنت هكذا تلغيه ويصبح معتمداً عليك اعتماداً تاماً وهذا سيء! فطفلك شخص منفرد بذاته، إما أن تكرر له ماقيل بلطف وتدفعه للإجابة بنفسه، أو أن تعلمه أن يطلب تكرار مايقال له ويجيب عنه بنفسه "وهذا الأفضل بالطبع" لأنك حينها تعوده على الاعتماد على نفسه وأنه لاضير مطلقاً من أن يخبر الآخرين بابتسامه "أنه يعاني من مشاكل سمعيه" ^^
وهكذا الوضع أيضا بالنسبة لطلب طفلك من المقهى او أن يحاسب بنفسه في المكتبة مثلاً أو أي مكان، ادفعه نحو الاعتماد على نفسه تدريجياً وبلطف كي تصنع منه شخصاً معتمداً عليه عند كبره لايحتاج أن يؤخذ بيده ليمارس حياته الطبيعيه !




#RAMAD*


.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق