ولأن شؤون الحياة لاتدع للمرء
متفرغ كان هذا الانقطاع الطويل، فعذرا.. كما أنه لا مجال للشكوى هنا لذا فلنبدأ .. نحن كوننا في "قروب"
الفتيات الخاص بالزارعات نقبل اسئلة الطالبات والاخصائيات المهتمين بمعرفة أشياء
معينة عن وضعنا المجتمعي فهذه المرة رغبت بشدة أن أشارككم بعض الأسئلة التي قامت
بطرحها إحدى الطالبات، ربما تشعركم بالتفهم أو المشاركة أو لمجرد إرضاء الفضول..
هيا لنتفهم =)..
.
.
كان السؤال الأول المطروح كالتالي:
ما هو تأثير وسائل التواصل الكتابية والمجموعات (واتساب وما شابه) على نمط
الحياة الخاص بكم؟ هل زادت من التواصل الاجتماعي؟ أم كان لها تأثير آخر؟
لتأتينا الإجابة من أمل " عن نفسي انا قبل لا اسوي
القوقعة ماكنت اسمع عدل فكانت المسجات تنفعني حيل بأني اتواصل مع الناس بدال الاتصالات
وهم بعد زراعة القوقعة بأماكن الازعاج بدال الاتصال والشوشره اللي تصير الافضل يكون
مسج."
أما تهاني فكان جوابها " أنا زارعه قوقعتين ، فقدت السمع وانا كبيره
ولدت اسمع الحمدلله ، طبعاً في الفترة اللي كنت فاقده السمع كنت افضل التواصل عن
طريق الواتساب اكثر شي وتقريباً شبه منعزلة عن العالم الخارجي ما احب الخرجات كثير."
" اول شي قبل ازرع كنت عادي اسمع بسماعه وارد ع مكالمات الجوال
وادق ع السايق واهلي معً مرور الوقت صار شوي صعوبة صرت افهم ع الوالدة فقط وبعدها ما
قدرت اسمع لان تدريجي قام يروح سمعي وقررت ازرع وبعد الزراعة رجعت اكلم واحاول افهم
بدون ما ألاحظ بالشفايف واذا تكرر وما فهمت
اطالع الشفايف طبعا هذا قالو شي طبيعي لاني توي زارعة" هذا ماقالته أبرار ردا على ذات السؤال.
وعن تأثير المجموعات الإيجابي تتحدث إرم فتقول" تأثير القروبات إيجابي،
لان من خلال تلك القروبات نتبادل مواقفنا اليومية من ناحية حياتنا خاصة كزارعين قوقعة
و ضعيفين سمع ، من فترة قبل و بعد الزراعة ، و اكيد نستفيد من البعض... و لا نشعر باننا
وحيدين نعاني من تلك الأمور"
أما أم عبدالله الزارعة حديثا كان رأيها " بالنسبة لي فقدت السمع
وانا كبيره في عمر ١٧ سنه كان ايام التلفون ابتعدوا عني صديقاتي لانهم يتصلون والوالدة
ترد مو مصدقين ولا فاهمين وضعي شوي شوي افترقنا
وطلعت جوال وارسل رسائل نصيه فرحت فيها جدا بعدها طلع الواتس صرت اعرف اخبار كثيره
عن العائلة."
وعن ذات الموضوع تبدي رماد رأيها =) " بالنسبة لي هي تحل محل
التواصل الصوتي واسهل لي بالتعامل رغم انها اقل طرق التواصل تفضيلا،
ممكن الجملة العادية البسيطة تقرأ حسب الحالة المزاجية للمتلقي والكلمة المكتوبة بحسن
نيه تقرأ خارج سياقها وهالشي متوقع كون المغزى من الكلام يصل عبر اللهجة والكلمة وتعابير
الوجه والسياق العام ،، كلها اشياء متكاملة لكنها مفقودة بالتواصل الكتابي للأسف،
يفيد وضعنا أكيد لكن استفادة محدودة."
كان السؤال الآخر المطروح:
بعد زراعة القوقعة - هل أصبح هناك تغيير في نمط الحياة ؟
أو تأثير على الحياة الاجتماعية؟
سابقت أمل إلى القول " اكيد القوقعة لها تأثير
ايجابي كبييير فأنا قبل القوقعة كنت انطوائية شوي وماطلع اماكن تجمعات او امشي بأموري
الا مع اهلي واحد يتكلم عني , بعد القوقعة الحمدلله تغير ١٨٠ درجه واطلع بدون
احد واتعامل مع الناس".
وتحدثت تهاني عن تجربتها " بعد الزارعة نعم حصل فرق
كبير عن قبل من ناحيه التواصل مع الناس و الاتصال و كل شي تغير صرت احب الاجتماعات
كثير واندمجت مع العالم الخارجي الحمد لله اشوف انه تغيير ونقله نوعيه كبيره بحياتي
."
أما أبرار فقالت " بعد الزراعة فرقت كثير بالأصوات وصرت شجاعة وواثقة
عكس بسماعه ماكنت واثقه والحين صرت اي احد يسجل صوتي افتحه واحاول افهمه". وجاء رأي إرم مؤكدا لرأيها " نعم صار التغير و بشكل
إيجابي ، من ناحية حياتي الاجتماعية و المهنية"
تقول أم عبدالله" اثناء الاجتماعات
العائلية اختي تفهمني وارد عليهم وصارت مواقف كثيره ما أنساها طبعا اغلبها تهميش وبعد
الزراعة احس رجعت الثقة بنفسي وكل هذا بفضل ربي سبحانه ولكني ما زلت في بداية الطريق
واحتاج تركيز واحب اتعامل مع الناس اللبقة
والذوق والي تفهم مع مين تتحدث".
- بما اني كنت اسمع طبيعي ثم ضعف سمعي ثم زرعت يعني مريت
بثلاث مراحل وكلها اثرت بشكل مختلف على نمط حياتي الاجتماعي، مرحلة الصوت الطبيعي كان
الوضع ممتاز وحياتي الاجتماعية كانت جدا جدا فعاله من ناحية التطوع الجرأة العلاقات
الاجتماعية،، مرحله ضعف السمع كانت صعبه، انقطاع تام ومفاجئ للعلاقات، تذبذب بالثقة
احيانا ، تردد في الكلام بسبب عدم فهم السياق الكلامي العام، الاعتماد على الاخرين
في انجاز المعاملات والامور التي تحتاج تواصل مع الاخرين ، مرحله الزراعة،، استعادة
الثقة والجرأة تدريجيا مع التحسن التدريجي بالسمع، محاولات لاستعادة السيطرة على الحياة
والتخلي عن الاعتماد عن الاخرين في 75% من امور الحياة." هذا ما كان عليه رأي رماد.
3: مجتمعاتنا مغلقة وقريبة نوعا ما .. هل تظنون ان طبيعة
مجتمعنا مقارنة بالمجتمعات الاخرى لها أفضلية أم تشكل سلبية؟ / شنو تحسون ايجابيات وسلبيات
مجتمعاتنا؟ وشلون تختلف عن اماكن ثانية..
على سبيل المثال/ عندنا وايد زوارات وجمعات.. على عكس الأجانب
أغلبهم يحاتون العزلة الاجتماعية لأصحاب المشاكل السمعية..
ليأتي ردي" الجمعات بذاتها
ممكن تكون مشكله لضعيف السمع يعني ممكن تسبب قلق واكتئاب وحساسيه ورهاب اجتماعي اكثر
من العزلة الاجتماعية،،اعتقد يعتمد على شخصية الانسان ونوع الاشخاص اللي يختلط فيهم
بالزوارات والجمعات هل شخصياتهم ايجابيه محبوبه ام لا،، كله يأثر لان اغلب جمعاتنا
نكون فيها الوحيدين ضعيفين السمع فالوضع مختلف جدا ،، اغلب السوالف والاحداث تكون غير
مفهومه كون القوقعة غير فعاله بشكل ممتاز اثناء الاجتماعات والضوضاء. أما عن إيجابيات مجتمعنا فأعتقد كون العائلة
المترابطة شيء مقدس فيه فدائما عندنا احد يسندنا ويدعمنا نتجاوز صعوبات الحياة او الاوضاع
والمواقف الغير مريحه اللي ممكن ننحط فيها بسبب حالتنا السمعية."
أما أمل فكان ما صرحت به دلالة على أن هذا المجتمع بحاجة إلى وعي عظيم " مشكله مجتمعاتنا
انهم ما يحبون يكررون الكلام انا جربت الاجانب بالهم طويل ماشاءالله , ولما يعرفون انه
عندك مشكله بالسمع معناه خلاص مسحوب عليك اما مجتمعنا ما يحبون يكررون ويستنفرون بسرعه ولما يدرون ما نسمع يسوون
اختبارات عبالهم نجذب! يعني مره كنت رايحه مراجعه واقولها شنو عيدي البنت ماينسمع صوتها ولا
ينفهم تنرفزت مني وقالت اذا ماسمعتي مو ذنبي اعيدلج قلت لها واللي يقولج فيني
ضعف سمع جان تقول مشكلتج مواقف مواقف لي الراس بس جد الناس ماتتحمل"
هذا ما أكدته ريم بسخرية
مريرة " صح المجتمع مالهم
خلق يعيدون ولالهم خلق يخلوني اشوف شفايفهم لما يسولفون ويخلوني اكره القعده وياهم اقعد بالدار اجابل تلفوني
ابرك!!" وأكدته للمرة الثالثة أبرار لكن على شكل تحدي إيجابي" صح عليك بس كذا
حنا نتحمس ونشجع نفسنا انو نحاول ونحاول نفهم الكلام بدون شفايف ونفوز على المجتمع".
4: تحسون مجتمعنا / العائلة مضيقة عليكم في الحرية؟ يعني مبالغة
في الحماية؟ هل تواجهونهم في هذي الامور؟
كان هذا أكثر الأسئلة حساسية بالنسية لي " ذكرت سابقا انه في فترة
ضعف السمع عانيت من مشاكل كثيره وكانت اغلبها بسبب تضيق الاهل وخوفهم وحرصهم ،، مثلا
كنت ممنوعه من المكالمات الهاتفية رغم اني كنت ببداية فقد السمع يعني للان اقدر عليها
،، وممنوعه من تناول المثلجات او الاستحمام قبل النوم مباشره لأنها برأيهم ممكن تسبب
التهابات بالأذن وزيادة بفقد السمع وكان هدفهم المحافظة على سمعي،، ايضا بسبب خوفهم
الشديد كان لازم يكون معاي احد منهم باي مكان عشان يسمع ويتكلم عني رغم اني لازلت اسمع
لكن كانوا يخافون تصيرلي مواقف تسببلي احراجات او ضعف الثقة بالنفس، التعامل يفرق من
عائله لعائله لكن اغلب العوائل وقعت بهذي الاخطاء بسبب الحب الشديد والحرص الشديد
.. أما بخصوص الشق
الثاني من السؤال والمختص بالمواجهة فبعد الزراعة واستعادة مستوى
السمع بشكل لابأس به هم من نفسهم بدوا يحاولون يردوني للاعتماد على نفسي من جديد احيانا
اخاف وهم يدفعوني دفع لان اول المحاولات هي الاصعب واحيانا يحاولون يساعدوني وارفض
ونتواجه احيانا،، هالشي صحي للعلاقة العائلية اعتقد."
تقول أبرار بصراحة" في البداية امي كانت شوي مضايقتني بالحرية من يوم الابتدائي
لما فقدت سمعي وقررت ازرع بمراجعاتي كانت الأخصائية تنصحها انو الافضل هي تتكلم من
نفسه وتعتمد من نفسها عشان تقدر تتشجع وفعلا لما زرعت كل شوي تطلع لي شغله بسوق واماكن
ثانيه عشان اعتمد ع روحي وصرت اروح بروحي واخلص كل شي يجيني شعور راحه وحماس اني انجزت, انا شلت بقلبي لما اشوف
اخوي الي اصغر مني يعتمد ع نفسه ولما اسال امي تقول هو يسمع وانتي اخاف ماتسمعينهم وقتها قعدت افكر حيل واقول بنفسي ليه ماعتمد ع نفسي
واتشجع وانتي قدها وكذا والحمدلله عارفه إن الامهات يسوون
كذا عشان قلبهم حنون ويعورهم علينا."
أما تهاني فكان جوابها" انا الحمدلله معطيني حريه بس ماعرفت اضبط نفسي الا بعد مازرعت".
5: تحسون في فرق بين المرأة الزارعة للقوقعة والرجل الزارع
للقوقعة؟
ريم أبدت رأيها افتراضيا" اتوقع الرياييل اسهل لان من يشوفون السماعة بأذنه
يعرفون ان ما يسمعون ويضطرون يعلون صوتهم ويكررون مره ومرتين وعشر"
أما رأيي فكان " اعتقد في فرق،، الصعوبات اللي يواجهونها نسبه
كبيره منها مختلفة لان وضعهم الاجتماعي كرجل وانثى مختلف، حتى مسؤولياتهم بالمجتمع
مختلفة، في صعوبات مشتركه طبعات مثل الصعوبات اثناء الدراسة والتوظيف والتعامل مع الزملاء،
في صعوبات خاصه مثل كون الزارعة بتكون ام وممكن تعاني صعوبات خاصه مع التعامل مع الاطفال
وتربيتهم،، ايضا الزارع ممكن يعاني مع صعوبات خاصه بالأبوة والتواصل وهكذا. ولا ننسى اننا بمجتمع نسبه
كبيره منه عندهم اراء رجعيه مثل الرجال مايعيبه شي والمره ادنى شي يعيبها ويعيقها عن
تربية عيالها ومواصلة حياتها كفرد فعال .. كله يأثر ويصنع هالفروق والصعوبات".
لتؤكد أماني " في فرق بس شي خفيف
يعني عندي بنت و ولد عمي مايشوفون كلهم منعزليين عن العالم بس الولد قدر يتزوج يكون
اسره وهو مايشوف عكس البنت الحين عمرها تقريبا ب50 وما تزوجت وجدا منعزلة, حتى الولد
كمان بس بين اسرته"
6: هل تتكلمون مع الأشخاص القريبين منكم بخصوص مشاعركم تجاه
طريقة تعاملهم معاكم؟
تقول أم
عبدالله بصراحة شديدة" اتوقع ماراح يفهمون
مشاعري مايعرف للنار الا واطيها".
أما رماد فقالت " احيانا،
الكلام بيعلمهم عن افضل طريقة تعامل كونهم لهم اراء خاصة بخصوص حالتنا وممكن اراءهم
تكون غلط لكنهم يتعاملون حسب هالآراء لانهم ما يعرفون انها غلط فالتصحيح لابأس به،،
الناس ما يعلمون الغيب لازم نتكلم عشان نتواصل".
أتمنى كون هذه الأسئلة أو حتى أحدها أشعركم بالتفهم أو
المواساة لستم الوحيدين في هذا الكون من بعاني ويمر بالصعوبات جميع البشر سواسية
في ذلك، الأهم هو نظرتنا نحو أنفسنا وتعاملنا الإيجابي مع الأمور .. رجاء شاركونا
آراءكم هنا حتى لو كمجهولين ، يملؤنا الشغف والترقب لقراءة تجاربكم آراءكم
"فضفضاتكم" فلا تهملونا، دمتم آمنين.
RAMAD*